أخبار العالم

محکمة الجزاء الدولية تصدر الاربعاء حکمها علی راتکو ملاديتش


 
20/11/2017

بعد أکثر من عشرين عاما علی الحرب التي مزقت يوغوسلافيا السابقة، تصدر محکمة الجزاء الدولية الخاصة للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة الأربعاء حکمها علی راتکو ملاديتش المعروف ب”جزار البلقان”، في خطوة تطوي صفحة من التاريخ.
ويعتبر القائد العسکري الصربي السابق البالغ 74 عاما، المتهم الأخير البارز امام هذه المحکمة التي أنشئت عام 1993 لمحاکمة الأشخاص الذين يُشتبه بارتکابهم جرائم حرب خلال حرب البلقان. ويعتبر المدعي سيرج براميرتس “أنه أحد أول الملفات التي بررت إنشاءها”.
بعدما حاکمت خلال السنتين الأخيرتين راتکو ملاديتش وحکمت علی رفيقه السياسي رادوفان کرادجيتش بالسجن 40 عاما، تغلق المحکمة الدولية أبوابها نهائيا في 31 کانون الأول/ديسمبر بعدما مثل امامها 161 متهما.
وبذلک تُطوی صفحة من التاريخ بالنسبة ليوغوسلافيا السابقة التي شهدت علی محاکمة أهمّ مرتکبي الجرائم فيها ومثلها للقضاء الدولي.
ويُعتبر الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، الذي عُثر عليه جثة في زنزانته عام 2006 خلال محاکمته، أول رئيس دولة يمثل أمام محکمة دولية.
والجنرال ملاديتش الأخير الذي تتم محاکمته في غرفة الدرجة الأولی، متهم بقيادة حملة “تطهير عرقي” في جزء من البوسنة لاقامة دولة صربية عظمی نقية عرقيا. وقد وجهت اليه تهم ارتکاب جرائم ابادة وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وقعت خلال حرب البوسنة (1992-1995) واسفرت عن سقوط اکثر من مئة الف قتيل ونزوح 2,2 مليون شخص.
وطالب الادعاء بانزال عقوبة السجن المؤبد بحق ملاديتش. ويقول الدفاع أن القائد العسکري السابق لم يعترف يوما بذنب اقترفه حتی ولو عبر عن “أسفه لمقتل کل بريء في جميع المعسکرات، وفي کل الاتنيات في يوغوسلافيا السابقة”.
– “ملاديتش ذاته” –
بعد أيام من مقتل نحو ثمانية آلاف رجل وشاب في سريبرينيتسا في شمال البوسنة، وجهت اليه في 25 تموز/يوليو 1995 تهمة ارتکاب مجزرة.
ودانت المحکمة الدولية ستة متهمين من بينهم رادوفان کرادجيتش لمأساة سريبرينيتسا التي تعتبر أسوأ مجزرة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
ويلاحق ملاديتش ايضا لدوره في حصار ساراييفو الذي دام 44 شهرا وقتل خلاله عشرة الاف شخص معظمهم مدنيون ولاحتجاز مئتي جندي ومراقب تابعين للامم المتحدة العام 1995.
واعتقل ملاديتش في 2011 بعد توار استمر أکثر من عشر سنوات، في منزل أحد أفراد عائلته في صربيا ونقل الی لاهاي ليمثل للمرة الأولی أمام المحکمة بعد أيام.
وبدا نحيل الجسم وعجوزا. وقالت أرملة أحد ضحايا سريبرينيتسا ان ملاديتش نظر إليها واضعا اصبعه تحت حلقه مشيرا الی حکم اعدام بحقه.
ورفض الادلاء بشهادته أمام ما اعتبره “محکمة شيطانية”، بعد طلب مثوله عام 2014 أمام القضاة خلال محاکمة رادوفان کرادجيتش.
والعام الماضي عند اختتام محاکمته، بدا المدعی عليه عابسا وکان يقرأ صحيفة.
وبالنسبة للمدعي براميرتس فان ملاديتش لا يزال نفسه “منذ اليوم الأول حتی اليوم الأخير”.
لکن ومع مرور السنوات، تدهورت صحته وحاله النفسية. واستغل المحامون مشاکله الصحية مرات عدة خلال المحاکمة وهذا الشهر أيضا لإرجاء اصدار الحکم.
وقالت نائبة رئيسة جمعية أمهات سريبرينيتسا وزيبا کادا هوتيک الإثنين لوکالة فرانس برس، لدی مغادرتها ساراييفو الی لاهاي لحضور جلسة اصدار الحکم علی ملاديتش، “أخيرا أتت لحظة محاکمة المجرم والجزار راتکو ملاديتش”.
وطالبت بانزال “أشد عقوبة” بحق “مرتکب الجرائم” مضيفة أن أقاربها کلهم قتلوا “فيما کانوا لا يزالون علی قيد الحياة قبل وصول ملاديتش” الی سريبرينيتسا في تموز/يوليو 1995، و”لا نزال نبحث عن بعضهم في المقابر الجماعية لندفنهم”.
وقالت رئيسة جمعية أهل الأطفال ضحايا حصار ساراييفو فيکريت غرابوفيشا “أنتظر انزال اقسی عقوبة بحق راتکو ملاديتش، أي السجن المؤبد وتأکيد التهم کلها بحقه”. وقد قتلت ابنتها ايرما البالغة 11 عاما حينها أمام منزلهم العائلي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى