أخبار إيران

أهذا نموذجهم الذي تقتدونه؟!!!- عبدالحسين العطية


أهذا نموذجهم الذي تقتدونه؟!!!

 


 

الملف
28/7/2011

 

بقلم: *عبدالحسين العطية
 

توقفتُ کثيرا أمام رسالةٍ وردتني عبر ايميلي الخاص في الفيس بوک، من مواطن إيراني (أتحفظ علی أسمه) يقول أنه وعشرات الآلف مثله معتقلون في بيوتهم، مشيرًا الی أنه يتابع کتاباتي التي أتناول فيها الإرهاب الإيراني الذي يقوده أصحاب العمائم في إيران وعملائهم في العراق.
الرسالة عبارة عن ملف (PDF) معزز بالصور الحية، أراد هذا المواطن الإيراني من خلال الملف أن يقول لي: بأن کل ما تکتبون عن نظام الملالي، لم تصلوا الی حقيقة ما يجري في ايران، ولم تصلوا الی حقيقة الأساليب التي ينفذها المعممون بحقنا کإيرانيين أطفالا وفتيات شابات ونساء ناهيک عن الرجال وکبار السن.
جاء في راسية الملف: (قتل امرأة في غابة جريمة لا تغتفر، وقتل شعب کامل مسألة فيها نظر) و(ماذا تعرف عن إيران؟) و(هل سألت نفسک ماذا يجري في ايران؟) و(الارض التي تزيد فيها اجرة حفار القبور علی ثمن ارواح البشر) و(الارض التي من ترابها تنفجر ينابيع الدم وتنبت المشانق) و(الارض التي تزرع فيها الامهات في حدائق بيوتهن جثث اولادهن بأيديهن بدلا من زرع الوردة و الياسمين). فکل عنوان من هذه العناوين يستحق أن يکون مشروع مقال.
ظهرت أول صورة لفتاة إيرانية غطی خمارها نصف رأسها الخلفي ويديّها مکبلتان علی شبک حديدي ولم يظهر خلفها شيء. وکتبَ فوقها (ماذا ينتظرها؟ القتل؟ الاعدام؟ التعذيب؟ الاغتصاب؟ التخريب الروحي؟ يجب ان نقول إنها اصبحت فريسة لذئاب وکلاب مسعورة).
ويضيف صاحب الرسالة متسائلا بألم:

 
# ماذا تشاهد عندما تخرج صباحا من بيتک للذهاب الی الدوام؟، تشاهد في الساحة المرکزية لمدينتک مشانق يعلق عليها عدة اشخاص امام مرأی العامة؟
# ماذا تشاهد عندما ترجع من العمل الی البيت؟، تشاهد مجموعة من رجال الشرطة يرافقون شابا أجلسوه مقلوبا علی حمار وعلقوا علی أکتافه لافتة مکتوب عليها “انا مفسد في الارض“
# ماذا تفعل عندما تجوع ولا تجد رغيف خبز؟ غير أنک تری المخدرات أرخص من الخبز تباع بين الناس؟؟
# ماذا تفعل عندما تمشي برفقة زوجتک أو شقيقتک في شارع المدينة فيسألک شرطي: من هي؟ وعليک ان تثبت بأنک زوجها أو أخيها وإلاّ قد تُعتقل وتمر عليک أيام عدة في السجن؟؟؟
# ماذا تفعل عندما تريد أن ترتاح قليلاً في ليلة متعَبة وتشاهد فيلم اشتريته من السوق لأن برامج القنوات الحکومية لا تعجبک، لکنک فجأة تهاجَم من قبل شرطة مکافحة الأقمار الصناعية ويدمرون کل ما في البيت؟؟
# ماذا تفعل إذا تم إخراج ابنک العزيز من الجامعة، ابنک الذي علّقت عليه آمالک, لا بسبب درجاته بل بحجة انه لم يعترف بولاية الفقيه کأنه مُنصّب عن طريق الوحي الإلهي؟.
# ماذا تفعل عندما تتجول في شوارع طهران وتری الناس واقفين لبيع وشراء (کليتهم) أو أجزاء أخری من جسمهم وبشکل رسمي؟؟
# ماذا تفعل إذا أفِقت من النوم في منتصف الليل من صرخة بنت جيرانک حيث تجدها أمام مدخل بيتها محروقة علی الأرض کونها ترفض أن تباع من قبل أبوها المُدمِن مقابل أن يحصل علی المخدرات؟؟
# ماذا تفعل عندما تسمع بأم تضطر إلی دفن ابنها الشهيد في حديقة بيتها حيث لا يُسمح لها بدفنه في المقبرة العامة کون ابنها معدوما بحجة حمله عقيدة أخری؟؟
ويستفسر مني قائلاً:
هل کنت تعرف أن خميني في فتاويه أحکم باغتصاب البنات المجاهدات قبل إعدامهن کي لا يذهبن إلی الجنة؟ لأنه وحسب فتواه (إن الباکرات يدخلن الجنة!!!) فيأتي جلاوزة خميني بعد الاغتصاب وبعد إعدام السجينة إلی بيت أبيها ويقدمون لأبيها مبلغاً من المال (ما يسمی بمَهرية) ويقول أحدهم له: إني تزوجتُ من ابنتک الليلة الماضية قبل إعدامها وهذا مَهرها!.
# بماذا تشعر إذا يقتل (الحرس الثوري) ابنک رميًا بالرصاص ولا يسلمون جثته المطهرة اليک الا بعد دفع ثمن الطلقات التي اخترقت قلبه؟
# بماذا تشعر عندما تشاهد: أب يَقتل ابنته الصغيرة ليُريحها کي لا تشاهد المستقبل المؤلم والخطير الذي ينتظرها؟؟
# بماذا تشعر عندما تسمع خبراً: أن أبا قتل عائلته بنفسه مستخدما السم کونه لا يستطيع الحصول علی نفقات حياتها ولقمة عيش لها؟


ويؤکد المواطن الإيراني في رسالته بالقول: وضعت السلطات الايرانية في کل شارع محکمة لمن يخالف ويرفض الولي الفقيه، وهذا ما يفعلونه في الشوارع علنيا وبحکم قوانينهم الرجعية لتخويف الناس، أهذا هو نموذج الثورة الذي يقتدي به البعض من العراقيين والعرب؟.
وشدد علی أن التعذيب هو مسموح في القوانين، وفقط عدد الضربات يجب أن يعيّنها حاکم (الشرع)!!! حيث يعود الجلاد إلی حاکم (الشرع) ليسأله کم ضربة أخری أوجّه؟ فيقول: اضربوه حتی الموت!.
وطالبني بالتدقيق في الإحصائيات التالية تحت عنوان: إيران بلد المشانق وفق احصائيات عجيبة غريبة لا تمت الی الإسلام بصلة:
(120000) مئة وعشرون الف اعدام سياسي منذ مجيء حکومة الملالي.
80 بالمئة من المواطنين الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر.
85 بالمئة من الايرانيين يعانون من سوء التغذية.
اکثر من (9000000) تسعة ملايين عاطلين عن العمل.
(8000) ثمانية آلاف حالة انتخار في کل سنة واکثرهم من النساء فيما بلغ عدد الاحکام الصادرة عن محاکم النظام الايراني بإعدام السجناء ورجمهم (1500) ألف وخمسمئة مواطن وهذا مجرد في سنة واحدة، أيستحق هذا النظام الإيراني الفاشي أن يکون نموذجا للثورات؟.
ويقول في رسالته: أُعدمت “هيوا” الفتاة الإيرانية حين أصبحت في السابعة عشر من عمرها بعد أن أصدروا حکما سابقا حين کان عمرها 13 عشر عامًا وبقيت في السجن لتصل الی العمر القانوني للإعدام.
وأشار الی تفشي بيع (الکلی) من قبل السلطات الإيرانية حيث يتاجرون بکليات المساجين ويبيعونها الی الشرکات الأجنبية، فيما تفشت عمليات بيع وشراء الفتيات من قبل الحکومة فتجد الفتيات الإيرانيات تباع في أسواق باکستان ودبي بثمن رخيص في أبشع متاجرة بالنواميس الإيرانيات.
وکشف عن ظاهرة تفشي المخدرات قائلاً: تقوم السلطات الإيرانية وحرس خميني بإدخال المخدرات بصورة منتظمة ويوزعونها في ايران في ساعات معدودة رغم کمياتها لخلق أجواء لضياع الشباب بهدف ترک الساحة السياسية، حيث يموت في ايران 6 أشخاص في کل ساعة نتيجة استعمال المخدرات، حيث تدخل ايران من (4-5) أطنان من المخدرات توزع منها (3) ثلاثة أطنان فقط في طهران، وتشير الإحصائيات الی وجود (600,000) ستمئة ألف مدمن فقط في المدارس المتوسطة، وأن 21 بالمئة من طلاب الابتدائية يصرّفون تلک المخدرات.
وأکد في رسالته علی وجود (125,000) مئة وخمسة وعشرون ألف طفلا مبتلی بأمراض نفسية و(20,000) عشرون ألف طفلاً يعيشون في شوارع طهران وحدها.
وحول فساد الملالي اذين يسيطرون علی جميع مرافق الحياة قال : أن (68,000,000) ثمانية وستين مليون دولارًا مفقودة جاءت من حصيلة النفط ولا أحد يعرف أين ذهبت.
ونوه الی أن نظام الملالي قام في عام 1987 بتصفية جميع السجناء السياسيين بأمر وفتوی من خميني حيث تم إعدام (30,000) ثلاثين ألف جلهم من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
أهذا هو نموذج الثورة الذي يقتدي به بعض المغفلين؟

وختم رسالته بالقول: ((اشکرک جزيل الشکر والاحسان، وهذا ما کنت أتأمله من الاخوة الشرفاء مثلک، ‏وحقاً انتم احفاد اولئک الذين لم يسکتوا امام الظلم، وإن العراق يُعرف بأمثالک الشرفاء وانتم تمثلون الشعب العراقي الشقيق، ووجدتک صديقا شريفا ذو ثقافة عالية الذي ينبض قلبک لوطنک الحبيب وارجوک ان لا تدخر جهدا في مساعدة عائلتي واخوتي وفي الحقيقة اخوتک واخواتک المسلمين والمسلمات في مخيم اشرف واعتقد هذا واجب انساني‏ الله ينصرکم و يسدد خطاکم ‏ في درب الحرية)).

* صحفي وکاتب عراقي

زر الذهاب إلى الأعلى