أخبار إيران

الجزيرة: اتهام للعراق بانتهاکات بمعسکر أشرف

    
الجزيرة نت
22/9/2011
 
 

تصاعدت الاتهامات الموجهة للحکومة العراقية بخرق اتفاقيات جنيف في تعاملها مع سکان معسکر أشرف الذي تتواجد فيه عناصر منظمة مجاهدي خلق قرب الحدود مع إيران.
جاء ذلک في اتهامات وجهتها لجنة حقوق الإنسان البرلمانية في مجلس النواب للحکومة بسبب حرمانها سکان أشرف (الذي يسکنه إيرانيون لاجئون معارضون للحکومة الإيرانية) من حاجاتهم الحيوية اليومية. وأشارت اللجنة في بيان لها إلی أن هذا التعامل يؤثر علی سمعة الحکومة العراقية علی الصعيد الخارجي.
وکانت الحکومة العراقية قد منعت دخول کافة المواد الغذائية والدوائية والوقود إلی معسکر اشرف منذ أکثر من ستة أشهر.

 

تجاهل الدعوات الدولية

 

ويقول مقرر لجنة حقوق الإنسان والمتحدث باسم القائمة العراقية حيدر الملا، إن تضييق طوق الحصار التمويني والطبي علی سکان أشرف خلال الأشهر الأخيرة، يمثل خرقاً لأبسط مباديء حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف.
وأشار في حديث للجزيرة نت إلی أن الدعوات الدولية إلی التعامل مع سکان المخيم -الذين هم لاجئون سياسيون مشمولون باتفاقية جنيف الرابعة- تم تجاهلها، ويتم استغلال الحاجات الإنسانية لسکان (أشرف) کسلاح للضغط السياسي.
ويضيف الملا أن منع الوقود عن سکان المخيم في ظل درجات الحرارة العالية في فصل الصيف ومنع الأدوية والمعدات الطبية، بما في ذلک منع وصول الأطباء الاختصاصيين، أدی إلی الموت البطيء للکثير من مرضی مخيم اشرف.
ويؤکد الملا أن هذا يعد خرقا لاتفاقيات جنيف ومبادئ حقوق الإنسان، موضحاً أن جميع المنشآت الخاصة بالمخيم تم شراؤها وإعدادها وبناؤها من قبل منظمة مجاهدي خلق. مشيراً الی أن لجنة حقوق الإنسان في البرلمان تأکدت بتقارير موثقة أن سکان اشرف يدفعون أثمان البنزين وأجور نقله.
ويقول “إن اللاجئين في المخيم يعدون ضيوفا علی شعبنا وهم محميون وفق کل المعايير القانونية والدولية، ويؤثر هذا العمل علی سمعة الحکومة العراقية علی الصعيدين الخارجي والداخلي”، رافضاً کل الإجراءات التي تمارس ضد سکان أشرف ومن ضمنها توجيه مئات مکبرات الصوت علی سکان أشرف بهدف إزعاجهم.

 

هجومان

 

ويری الخبير العراقي في القانون الدولي الدکتور محمد الشيخلي أن الحکومة العراقية خرقت اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، ويقول إن التعامل غير الإنساني للحکومة العراقية مع سکان مخيم أشرف مخالف لحقوق الإنسان واتفاقية جنيف الرابعة.
وأدان الشيخلي الهجومين اللذين شنتهما القوات المسلحة للحکومة العراقية علی المخيم، وأولهما کان في يوليو/تموز عام 2009، وأدی الی مقتل أکثر من أحد عشر لاجئاً في المخيم وجرح العشرات منهم، والهجوم الثاني حدث في أبريل/نيسان عام 2011، وأدی لمقتل أکثر من 33 شخصاً، ويعتبر هذه الأعمال بمثابة جرائم حرب.
 
المنسقة الإعلامية للصليب الأحمر: نراقب الوضع في مخيم أشرف

 

من جهتها تقول المنسقة الإعلامية للجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي، بعثة العراق کلير کابلون إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ظلت تراقب الوضع في مخيم أشرف طيلة سنوات عديدة، وساعدت سکانه علی إعادة الاتصال أو الحفاظ علی الروابط العائلية.
وتضيف أن اللجنة الدولية أثارت دواعي قلقها مع السلطات العراقية بشأن استخدام القوة من قبل قوی الأمن ضد سکان المخيم.  وأبدت کابلون استعداد اللجنة الدولية للصليب الاحمر للاستمرار في عملها الإنساني لمصلحة سکان مخيم أشرف وعائلاتهم علی نحو مستقل.
وکانت اللجنة العراقية للدفاع عن معسکر أشرف اتهمت في 13 أغسطس/آب 2011، النظام الإيراني بالوقوف وراء الحصار المفروض علی المخيم من خلال ضغطها علی حکومة بغداد، داعية الشخصيات الدينية والعشائرية للضغط علی الحکومة العراقية لرفع هذا الحصار.
يذکر أن عناصر مجاهدي خلق الذين تتزعمهم مريم رجوي، يتواجدون في العراق منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي. وبعد الغزو الأميرکي عام 2003 تم عزلهم داخل معسکر أشرف الذي يقع ضمن محافظة ديالی (120 کم شمال شرق بغداد).


زر الذهاب إلى الأعلى