مريم رجوي

کلمة مریم رجوی فی اجتماع لرؤساء البلديات والمنتخبين الفرنسيين للتضامن مع المقاومة الايرانية

 
 
يوم الأحد 24 کانون الثاني/يناير 2016 اقيم اجتماع تحت شعار «تضامن المنتخبين الفرنسيين مع المقاومة الايرانية بوجه التطرف المغطی بالاسلام»  في مکتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في اوفيرسوراواز (شمالي باريس) وبحضور السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية شارک فيه شخصيات سياسية ومنتخبون فرنسيون.
هذا وتکلم في هذا الاجتماع عدد من الشخصيات السياسية ومنتخبي الشعب الفرنسي بينهم راما ياد وزيرة حقوق الانسان السابقة، ودومينيک لوفور عضو الجمعية الوطنية الفرنسية، و ايف بونه المحافظ الفخري، وجان بول جاندون رئيس بلدية سرجي، و برونو ماسه رئيس بلدية وليه آدام ، وکلو کريغير رئيس بلدية آنير سوراواز، وخليد ال فرا ، و جان بير بکه رئيس بلدية اوفيرسوراواز السابق، و جاک فيت رئيس بلدية نوويل سوراواز السابق، و جيلبر مارساک رئيس بلدية جويي لو موتيه السابق، والسيدة سيلوي فاسيه رئيس بلدية بوئن، وآرماند جاکمن رئيس بلدية موسی لوويف،  وهروه توغوئه رئيس بلدية ويلباريسي، وسئواد آنسلو ممثلا عن منتخبي محافظة سن اِ مارن، و دومينيک بايي رئيس بلدية ووجور،  و محمد شرفاوي ، و بوعلم بن خلوف ممثلا عن منتخبي محافظة سن دني، و جاکي دوميني رئيس بلدية اورس.
 
 
وفيما يلي نص کلام السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية:

24کانون الثاني / يناير 2016
روحاني يريد من خلال زيارته لاوروبا التستر علی ضعف النظام وعزلته.
ان المروجين واللوبي الموالي للملالي کانوا يؤکدون مرات عديدةأن النظام الإيراني يتجه بعد الاتفاق النووي نحو الاعتدال ولکنکم ترونهم الآن يخطون خطوات معکوسة
أيها الأصدقاء الأعزاء
هنيئا لکم بالعام الجديد. أتمنی أن يکون هذا العام لفرنسا عام التطور والرفاه والتغلب علی التهديدات وللعالم عام السلام والتسامح وللشرق الأوسط وإيران عام نفي الاستبداد الديني.
في مستهل العام، نستذکر کل اولئک الذين زهقت أرواحهم في عام 2015 اثر جرائم المتطرفين بدءا من السجناء السياسيين المعدومين في إيران وشهداء مخيم ليبرتي وضحايا الأعمال الإرهابية في کانون الثاني/يناير وتشرين الثاني/نوفمبر في فرنسا، وأدعوکم إلی الصمت لدقيقة واحدة احتراما لهم. 
يسرني حضورکم أيتها السيدات والسادة رؤساء البلديات والمنتخبين الفرنسيين في بيت المقاومة الإيرانية.
الواقع أن رؤساء البلديات والمنتخبين الفرنسيين أي ممثلي أهم مؤسسة ديمقراطية في هذا البلد کانوا دوما ومازالوا بجانب المقاومة الإيرانية وهذا ما يستدعي الإشادة به.
انکم احتججتم علی انتهاک حقوق الإنسان وعلی قمع الإيرانيات، انکم دافعتم عن أشرف وليبرتي مقابل هجمات أزلام النظام الإيراني عليهما. کنتم في الصف  الأمامي لمعرکة العدالة من أجل هذه المقاومة سواء في ملف (17 حزيران) الذي تم غلقه في العام الماضي أو في معرکة قوائم الإرهاب التي تم ابطالها في کل البلدان. 
 
البيانات الموقعة من قبل (14) ألفا من رؤساء البلديات والمنتخبين الفرنسيين دعما للمقاومة الإيرانية هي وثائق ذات قيمة حيث تعکس القيم الفرنسية العليا.
وهنا يجب أن نستذکر أصدقائنا الراحلين: آدرين زلر وموريس بوسکافير وکذلک الأب بير الذي يصادف اليوم ليوم رحيله. انهم لعبوا دورا کبيرا في هذا النضال.
ومن الناحية السياسية کذلک مواقفکم تستحق الاشادة بها.  انکم قد حذرتم مرات عديدة من عدة مخاطر: حذرتم من الخطر النووي للملالي، من خطر التطرف الإسلامي وانتهاک حقوق الإنسان في إيران ومساعي الملالي لبسط هيمنتهم في المنطقة.
ان الحوادث المأساوية التي شهدتها فرنسا في کانون الثاني/يناير ونوفمبر/تشرين الثاني قد أثبتت أهمية التحذيرات المکررة التي وجهها رؤساء البلديات الفرنسيون من خطر التطرف المتستر بغطاء الإسلام. کما أظهر توسع مجموعة داعش ذا الطاقة الانفجارية من جهة أخری مدی العواقب المدمرة المترتبة علی مساعي الملالي في بسط هيمنتهم عندما قام الملالي الحاکمون في إيران وبمساعدة الأنظمة الصنيعة لهم في کل من العراق وسوريا بقمع شعوب هذه البلدان وبذلک توفرت الأرضية لتنامي داعش.
أيها الأصدقاء الأعزاء!
في العام الماضي وبعد مذبحة 13 نوفمبر في فرنسا، تفتحت العيون علی تحد کبير: تحدي قتل أعداد کبيرة من الأبرياء باسم الله. فهل هذا هو الإسلام؟ أم هو اظهار عکسي للإسلام في خدمة الحکومات المستبدة؟
هل يجب مواجهة المسلمين؟ أم بالعکس يجب تعزيز المسلمين المتسامحين والديمقراطيين؟
الواقع أن کل الديانات جاءوا من أجل حرية بني نوع الإنسان ولا من أجل الاستبداد والإرهاب ومقارعة النساء.
وقد ذکر القرآن الکريم لا اکراه في الدين. ولهذا السبب اننا نرفض بحزم أحکام شريعة الملالي. کونها تخالف الإسلام. اننا نرفض الحکومة الاستبدادية سواء أکانت تحت مسمی ولاية الفقيه في طهران أو باسم الخلافة أو الدولة الإسلامية.
هل التفرج علی مباراة لکرة القدم أو سماع الموسيقی يعتبر معاداة لله. ولکن قتل 300 ألف سوري ليس محاربة ضد الله؟ الحقيقة أن الإسلام الحقيقي هو مدافع عن الحرية. ومدافع عن مساواة النساء ويدعو إلی سلطة الشعب. نعم الإسلام يدعو إلی التسامح.
اني سعيدة أن أری أن فرنسا تخطو بهذا الاتجاه. الواقع أن القيم الفرنسية الحقيقية باتت مهددة بالخطر الآن. انها معرکة بين القيم. معرکة مشترکة نقف خلالها بجانبکم مع 37 عاما من التجربة في النضال ضد الفاشية الدينية واننا نمرر هذه المعرکة معا ونمضي قدما إلی الأمام.
أيها الأصدقاء الکرام!
 بعد أيام سيزور باريس روحاني رئيس جمهورية الفاشية الدينية الحاکمة في إيران. قبل عامين ونصف العام وفي بدء عمله انه کان يزعم بأنه سيجلب الاعتدال. ولکنه الآن يأتي إلی اوروبا بسجل أسود، أي ألفي إعدام وقمع الاقليات الدينية والإعدامات المتواصلة للسجناء السياسيين وقصف ليبرتي ونشر الفقر والبطالة والرکود السائد في المجتمع الإيراني وتصعيد التدخلات المميتة في سوريا والعراق وتأجيح الحرب في اليمن والإرهاب في الکويت والبحرين واختبار صواريخ جديدة. 
هناک البعض يقولون من منطلق الدعم للملالي ان روحاني بمنأی عن هذه السياسات، ولکن روحاني لا يفصل نفسه عن هذه السياسات. انه يدافع عن الإعدامات ويدعم ديکتاتورية بشار الأسد ويسعی لتوسيع الصواريخ لقوات الحرس ويدافع عن الاستبداد الديني.
لقد أثبتت التجارب علی مدی 30 عاما أنه لا يخرج رجل معتدل من داخل الفاشية الدينية. ان تقديم العون والتعاون مع المدعين زورا بالاعتدال من أمثال خاتمي وروحاني يزيد عمليا صب الزيت علی نار القمع في إيران والحرب في سوريا واليمن.
في الاسبوع الماضي دخل حيز التنفيذ الاتفاق النووي بين المجتمع الدولي والنظام الإيراني. انه کان تجربة قيمة وأثبت أن النظام الإيراني هو واهن أمام الضغط.
لم يکن الملالي يقبلون التراجع عن برنامجهم النووي اطلاقا ولکن المقاومة الإيرانية قد کشفت عن مواقعهم السرية والإيرانيون أبدوا معارضتهم لهذا البرنامج المکلف ثم فرض المجتمع الدولي عقوبات علی النظام وبالنتيجة  رضخ النظام للمفاوضات علی مضض.
والآن يجب الضغط علی الملالي في مجال انتهاکهم لحقوق الإنسان. يجب اجبارهم علی وقف الإعدامات. يجب ارغامهم علی الافراج عن السجناء السياسيين. ويجب دفعهم إلی وقف الهجمات علی ليبرتي وقتل الشعب السوري. يجب قطع أذرعهم في مجال المنظومة الصاروخية والتخلي عن التدخل في العراق ولبنان واليمن وغيرها من البلدان. وهذا هو طريق السلام والاستقرار في المنطقة.
ان المروجين واللوبي الموالي للملالي کانوا يؤکدون مرات عديدة أن النظام الإيراني يتجه بعد الاتفاق النووي نحو الاعتدال ولکنکم ترونهم الآن يخطون خطوات معکوسة. انهم کانوا يقولون ان الملالي سيحسنون الاقتصاد الإيراني بعد الاتفاق النووي ولکنهم دمروا الاقتصاد الإيراني الآن أکثر من السابق. لأنهم يصرفون کل ما يحصلون عليه في  الحرب في سوريا واليمن والعراق.
في مارس/آذار المقبل، هناک اختبار آخر يدق باب نظام الملالي. أي ما يسمی باجراء انتخابات بشکل متزامن لبرلمان النظام ومجلس خبراء النظام الذي علی الظاهر يشرف علی أداء ولاية الفقيه.
وتجري هذه الانتخابات قطعا بدون حضور المعارضة الحقيقية. انها مجرد مراسيم لتقاسم السلطة بين أجنحة النظام. واذا ما اضطر خامنئي إلی تقديم حصص للجناح المنافس في المجلسين، فانه سيقلل من منزلته واذا ما قام باقصائهم، فان النظام يدخل في دوامة أزمة موسعة.
روحاني يريد من خلال زيارته لاوروبا التستر علی ضعف النظام وعزلته. انه يسعی من خلال التظاهر بالاعتدالية للتستر علی الإعدامات في إيران ودور الملالي في قتل السوريين.
الشعب الإيراني يتوقع أن لا تفتح فرنسا المجال أمام خدع ومراوغات روحاني ويجدر لفرنسا أن تقف بجانب الشعب الإيراني. لأن ذلک يمثل الدفاع عن الإنسانية وکذلک الدفاع عن قيم فرنسا کما انه يدل علی سياسة صحيحة. 
ان العامل الرئيسي لزعزعة الاستقرار في المنطقة والحرب وموجة الإرهاب وتدفق اللاجئين هو النظام الإيراني. ولکن مفتاح مواجهة هذا النظام بيد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
ان طلب الشعب الإيراني من المجتمع الدولي خاصة فرنسا هو أن يقفوا بجانب مقاومة الشعب الإيراني للنضال ضد بؤرة التطرف المتمثل في النظام الإيراني والنضال من أجل نيل الحرية وحقوق الإنسان.
أشکرکم جميعا.
 
 
زر الذهاب إلى الأعلى