أخبار إيرانمقالات

المفتاح السحري للتغيير في إيران

 


دنيا الوطن
28/4/2017
 
بقلم: سهی مازن القيسي


” حقوق الانسان هي کعب آخيل هذا النظام وأن تجرع کأس سم حقوق الانسان هو الأخطر بالنسبة له بمئة أضعاف من کأس السم النووي.”،
هذا الکلام الملفت للنظر الذي أکدت عليه السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، لو تمت مراجعته و التمعن فيه بدقة، فإنه يدل علی تحديد أهم نقطة ضعف لدی نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ذلک إنه ليس هناک قضية تثير هذا النظام و تفقده صوابه کما هو الحال مع قضية حقوق الانسان في إيران، کم إن هذه القضية فيما لو تم الترکيز عليها من جانب المجتمع الدولي فإنها ستقود الی آثار و نتائج و تداعيات إستثنائية لايمکن لطهران أن تصمد بوجهها طويلا.

ملف حقوق الانسان في إيران، والذي بذلت سيدة المقاومة الايرانية جهودا استثنائية و کبيرة من أجل إيصالها لأسماع و أذهان المجتمع الدولي، وعلی الرغم من صدور قرارات و مواقف بهذا الشأن يمکن إعتبارها بمثابة موفقية مشهود لهذه السيدة المقاومة و المکافحة من أجل شعبها و من أجل قضية الحرية و الديمقراطية، لکن رجوي التي عرفت دائما بإستمرارية کفاحها و نضالها و عدم توقفها عند حال، تبذل جهودها من أجل تطوير هذه القرارات و المواقف وجعلها أکثر قوة و تأثيرا علی النظام الايراني کما انها تسعی في نفس الوقت لإقناع المجتمع الدولي برمته من أجل جعل ملف حقوق الانسان في إيران و الذي يتم إنتهاکه بصورة ممنهجة، أساسا و معيارا للتعامل مع طهران، وإن هذا الملف هو المفتاح السحري و الاکبر تأثيرا علی النظام ولذلک لامناص من التأکيد عليه ثانيا و ثالثا و رابعا.

لقد ظن الکثيرون من خصوم و مناوئي المقاومة الايرانية بأن السيدة رجوي تحلم بأمر هو المستحيل بعينه عندما دعت لإحالة ملف حقوق الانسان في إيران الی مجلس الامن الدولي، لکن توضح للعالم بجلاء بأن رؤية رجوي ليست باتت قابلة للتطبيق بل انه قد تم إتخاذ خطوات دولية بهذا الاتجاه وإن العديد من القرارات و المواقف الدولية التي يتم إتخاذها بشأن ملف حقوق الانسان في إيران يتم خلالها أخذ رؤية السيدة رجوي بنظر الاعتبار، وهذا مايعطي لتحرکات و نشاطات رجوي أکثر من معنی و إعتبار و في نفس الوقت تمنح مواقفها الکثير من المصداقية و الثقة الدولية.

العالم و في الوقت الذي کان ينجرف فيه خلف الادعائات المزيفة و التمويهية لروحاني بشأن الاصلاح و الاعتدال، فإن مريم رجوي کانت تقرع ناقوس الخطر و تنبه و تحذر العالم من مغبة الانجراف خلف هذا الرجل و تطالب بأخذ الحيطة و الحذر منه، وانها في خطاباتها المتباينة لفتت الانظار مجددا الی حقيقة کذب و تمويه روحاني وانه لايختلف عن أقرانه عندما سلطت الاضواء علی تصاعد حملات الاعدامات و تزايد إنتهاکات حقوق الانسان في ظل عهد روحاني بصورة إستثنائية مشددة علی ان الحل بالنسبة لقضية حقوق الانسان و معظم القضايا الاخری المتعلقة بهذا البلد يکمن فقط في تغيير النظام.

زر الذهاب إلى الأعلى