مقالات

بإتجاه منعطف الحسم في إيران

 

 
وکالة سولا برس
6/8/2016


بقلم:بشری صادق رمضان

 

 

لايمکن النظر الی الاحداث و التطورات التي طرأت علی مسير الصراع الضاري القائم بين المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و بين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، خلال شهر تموز/يوليو 2016، حيث تمکنت المقاومة الايرانية أن تهز الاوساط السياسية الحاکمة في طهران مرتين، أولهما خلال تجمع 9 تموز2016، والثاني من خلال اللقاء المهم الذي جری بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس و بين السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في 30 تموز في باريس.

القادة و المسؤولون الايرانيون الذي بذلوا أقصی مابوسعهم من أجل عزل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية عن العالم عموما و عن دول المنطقة بوجه خاص، وجندوا طاقات و إمکانيات و أساليب و طرق کثيرة لامجال لحصرها من أجل ذلک، لکن الحنکة و الدراية التي تميزت و تتميز بها السيدة رجوي في قيادتها للمقاومة الايرانية و دبلوماسيتها النشيطة و الحذقة، نجحت في النهاية و علی الرغم من کثرة المعوقات و العراقيل في إزاحتها جميعا و فرضت إرادة الشعب الايراني و مقاومته علی طهران.

التطوران المهمان و الحساسان آنفا الذکر، و اللذان تم إعتبارهما من قبل معظم المراقبين السياسيين المتابعين للشأن الايراني، بإنهما أوصلا الامور بين المقاومة و طهران الی منعطف حاسم باتت طهران تتخوف منه کثيرا، وإن ردود الفعل الغاضبة الصادرة من قبل القادة و المسؤولين الايرانيين، والتي تتسم معظمها بالتشنج الواضح، دليل حي علی إن المقاومة الايرانية قد ضربت النظام في الصميم و تخطت الحدود المألوفة للصراع و حتی قلبت الموازين بأن جعلت النظام في موقف الدفاع السلبي.

بعد أکثر من ثلاثة عقود و نصف من صراع غير متکافئ و فريد من نوعه بين النظام و المقاومة و بعد أن عمل النظام المستحيل من أجل کبح جماح المقاومة و تحجيم نشاطاتها و تحرکاتها، وبعد کل تلک الصفقات و الاتفاقات المشبوهة التي کانت تستهدف الالتفاف علی نضال الشعب الايراني و مقاومته الوطنية من أجل الحرية و الديمقراطية، جاء تجمع 9 تموز2016، ليکون بمثابة ضربة سياسية غير مسبوقة وجهتها المقاومة للنظام مما جعلته يترنح و يفقد صوابه و يطلق تصريحات و مواقف مجنونة و طائشة وهو مايدل و بمنتهی الوضوح من إن الامور باتت تسير بإتجاه ليس بوسع النظام أبدا إيقافه أو تغييره.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى