أخبار إيران

محمد محدثين قال لـ “الشرق الأوسط” إن الضغط علی سکان المعسکر ما زال مستمرا

مسؤول الخارجية بالمعارضة الإيرانية: تضييق الخناق علی معسکر أشرف في العراق مستمر


محمد محدثين قال لـ “الشرق الأوسط” إن الضغط علی سکان المعسکر ما زال مستمرا


القاهرة: عبد الستار حتيتة

قال محمد محدثين، رئيس الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إن تضييق الخناق علی سکان معسکر أشرف بالعراق ما زال مستمرا. وأضاف أن طهران تريد القضاء علی هذا المعسکر الذي يضم نحو 3400 شخص من منظمة مجاهدين خلق المناوئة للنظام الإيراني، مشددا في رده علی أسئلة “الشرق الأوسط” علی أن المنظمة لا تسعی للانتقال إلی أي دولة عربية أخری، وأنها تبذل قصاری جهدها لمغادرة العراق والعودة إلی “إيران محررة”.
ورغم نفي مصادر في حکومتي إيران والعراق وجود تدخل مباشر منهما في شؤون المعسکر الذي يقع بالقرب من الحدود الإيرانية، فإن محدثين قال في المقابل إن إيران طلبت من العراق في فبراير (شباط) الماضي تنفيذ اتفاق مبرم بينهما، يقضي بطرد سکان أشرف، وعليه “تم تشديد الحصار حول المعسکر فورا من قبل القوات العراقية”، وقال إن هذا التشديد “ما زال مستمرا حتی اليوم”.
وعن الطريقة التي يدبر بها سکان المعسکر احتياجاتهم المعيشية، قال محمد محدثين، في حديث مع “الشرق الأوسط” عبر الإنترنت، إنه في ظل الحصار الذي يعانيه المعسکر، و”في ظل مثل هذه الظروف، فإن الحصول علی الحاجات المعيشية يلاقي صعوبات کثيرة وبأسعار مضاعفة”، موضحا أن مقاولين وسائقي شاحنات ممن يوردون المواد المعيشية الأساسية إلی المعسکر يتعرضون للتهديدات والاعتقال.
ورغم قول مصادر في الحکومة العراقية إن مهمة القوات الموجودة عند معسکر أشرف مهمته حماية سکان المعسکر، فإن محمد محدثين أوضح أن القوات العراقية تقوم بفرض الحصار والضغط والتهديد والقتل بحق ساکني أشرف بدلا من حمايتهم و..”حاولت اقتحام المعسکر بالقوة في 28 و29 يوليو (تموز) العام الماضي، حيث أسفر هذا الهجوم عن سقوط 11 شهيدا من سکان أشرف، و130 منهم فقدوا أطرافهم، وأصيب 370 منهم بجروح و1000 بکدمات شديدة”، مشيرا إلی مطالبة النظام الإيراني للحکومة العراقية في فبراير (شباط) الماضي بتنفيذ اتفاق مبرم بينهما، يقضي بطرد سکان أشرف، وعليه “تم تشديد الحصار حول معسکر أشرف فورا من قبل القوات العراقية، وما زال مستمرا حتی اليوم”.
وعن الطريقة التي ينظر بها المسؤولون في معسکر أشرف للإيرانيين المعتصمين أمام بوابات المعسکر، ويقولون إنهم يتم منعهم من رؤية أبنائهم داخل المعسکر، قال محدثين إن هؤلاء المعتصمين “هم في الحقيقة ليسوا سوی عملاء وزارة المخابرات في النظام (الإيراني) جاءت بهم (إيران) إلی بوابة أشرف بهدف ممارسة الضغوط والتعذيب علی السکان”، وذلک رغم قول مصادر حکومية إيرانية في وقت سابق لـ”الشرق الأوسط” إن الحکومة لا علاقة لها بـ”العوائل الإيرانية التي تسافر للعراق في محاولة للاطمئنان علی أبنائهم في معسکر أشرف”.
وعما إذا کانت هناک علاقة بين منظمة مجاهدين خلق والرافضين داخل إيران للانتخابات التي فاز فيها الرئيس أحمدي نجاد العام الماضي، قال محدثين “نحن قلنا منذ البداية إن أي شخص أو تيار يطالب بإسقاط النظام وإقرار جمهورية ديمقراطية نعتبره صديقا لنا وفي ائتلاف معنا”.. “لکن الجناح المغلوب في النظام والمرشحين المشطوبين في الانتخابات، للأسف، يسعون للحفاظ علی النظام والعمل في إطاره، وهذا ما لا يريده الشعب الإيراني إطلاقا”، مشيرا إلی وجود الکثير من التحرکات المعارضة داخل إيران تردد شعارات “مجاهدين خلق” نفسها باعتراف قيادات في النظام الإيراني نفسه، بحسب قوله.
وعن موقف منظمة مجاهدين خلق مما تسميه الحکومة الإيرانية “عهد أمان” لمن يريد منهم العودة إلی إيران والعيش تحت مظلة النظام الحالي ودستوره وقوانينه، قال محدثين “إن هؤلاء الموجودين في معسکر أشرف هم أبطال ضحوا بالغالي والنفيس من أجل الوطن وکرامة شعبهم، واجتازوا مستويات عالية من الفداء والتضحية، ولا همّ لهم سوی تخليص الشعب الإيراني من سلطة النظام” الحاکم في الوقت الحالي.
وعن اتهام الحکومة الإيرانية لمنظمة مجاهدين خلق بأنها تعاملت في الماضي مع نظام صدام حسين، وحاربت مع القوات العراقية (في الثمانينات) ضد إيران، وأنها تتعامل في الوقت الحالي مع کل من أميرکا وإسرائيل، قال إن الجميع يعرف أن منظمة مجاهدين خلق حاربت القوات العراقية حين کانت موجودة علی الأراضي الإيرانية، مشيرا إلی ما قال إنه شهادة کتبها العام الماضي مستشار أمني مسؤول باستخبارات الجيش العراقي في الثمانينات، بأنه “خلافا لکل ما قيل، فإن (مجاهدين خلق) لم ينفذوا عملية قتالية واحدة کجزء من عملية قتالية للقوات المسلحة العراقية ضد القوات الإيرانية”.
وعما إذا کانت “مجاهدين خلق” تسعی للانتقال إلی أي من الدول العربية، کما يتردد أحيانا، أوضح محدثين أن أعضاء المنظمة “لا مقصد لهم سوی وطنهم إيران، ويبذلون قصاری جهدهم للعودة إلی إيران محررة”.

زر الذهاب إلى الأعلى