أخبار إيران

الجزيرة: وثائق تکشف تدريب «الحرس الثوري» للميليشيات الإرهابية من دول عربية وإسلامية داخل إيران

 

 

 

الجزيرة السعودية
16/2/2017


واشنطن – کشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن معلومات ووثائق تتعلق بمعسکرات خاصة بفيلق قوات القدس الإرهابي الذي يتزعمه قاسم سليماني والتابع للحرس الثوري الإيراني، في داخل إيران لتدريب عناصر المليشيات الطائفية الإرهابية من دول عربية وإسلامية.
وقدم نائب رئيس ممثلية المجلس في أمريکا علي رضا جعفر زاده في مؤتمر صحفي في مقر المجلس في واشنطن شرحا مفصلا بالخرائط الموثقة لهذه المعلومات والوثائق، مشيراً إلی أن هذه المعلومات والوثائق قد جری تجميعها وتوثيقها من خلال شبکات منظمة مجاهدي خلق داخل إيران.
وتشمل الوثائق صورا ومواقع هذه المراکز والمحميات العسکرية داخل إيران وأسمائها المشفرة وطبيعة التدريب التي توفرها وأسماء قادتها وأماکن نشر عناصرها بعد انتهاء التدريبات. وأضاف بأن المعلومات التي حصلت عليها شبکات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من داخل نظام الملالي تبين أن الحرس الثوري الإيراني أنشأت إدارة کبيرة لذراع عملياتها في الخارج بهدف توسيع عمليات تدريب عناصر المليشيات الإرهابية في إطار استراتيجية النظام الإيراني لمضاعفة تدخلاته الخارجية في سوريا والعراق واليمن والبحرين وأفغانستان وفي مناطق أخری، مشيرا إلی أن علي خامئني قد بارک کل هذه الخطوات.
وتابع علي زاده قائلا: إن «هذه المعلومات التي جری جمعها خلال أشهر عبر مصادر مختلفة لشبکة منظمة مجاهدي خلق من داخل وحدات مختلفة من الحرس الثوري الإيراني وبشکل خاص من قوات فيلق القدس تشير إلی أن هذه المديرية تضم عددا کبيرا من مراکز التدريب في إيران».
وأوضح أنه قد جری تقسيم هذه المعسکرات بناء علی جنسيات المتدربين ونوعية التدريب، مشيرا إلی توفير التدريب الإرهابي والتدريب العسکري لهذه الميليشيات في هذه المعسکرات لتمکين أفراد هذه الميليشيات من الاختراق والتقدم لتحقيق أهداف النظام الإيراني الإقليمية.
وبين أن المئات من المقاتلين من العراق وسوريا واليمن وأفغانستان ولبنان يتلقون تدريبات عسکرية في إيران ومن ثم يعودون إلی هذه البلدان لإشعال الحروب والإرهاب، فيما تتلقی مجموعات صغيرة تدريبات أيضا في بلدان أخری من أجل القيام بعمليات إرهابية.
وقال علي زاده «لقد اتسعت منذ العام 2012م عمليات تدريب المرتزقة الأجانب في المعسکرات التي تديرها قوات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني».
وأوضح أن الوثائق الداخلية للحرس الثوري الإيراني تضع الاسم الحرکي لهذه المديرية بالرقم 12000 في مراسلاتها الخاصة بهذه المديرية وأنشطتها.
وأشار إلی أن المرکز الرئيس للمديرية يقع في قاعدة «إمام علي» العسکرية التي تبعد 20 کيلو مترا من طريق طهران- خاراج السريع، وفيها مجمعات سکنية ضخمة وعدد من ثکنات الحرس الثوري الإيراني وأهمها ثکنة «إمام علي». وبين علي زاده أن المعلومات التي استطاعت حرکة المقاومة الإيرانية الحصول عليها تؤکد تحديد 14 مرکزا للتدريب تابعة لمديرية التدريب في فيلق قوات القدس، وآمر المديرية ومجموعة التدريب لفيلق قدس هو العميد راحيمي الذي يرتبط مباشرة بقاسم سليماني. وأشار إلی أن التکوين في ثکنة « إمام علي» ينقسم إلی نوعين، الأول تدريبات مدتها 45 يوما وهدفها توظيف عملاء نظام الملالي من السوريين في المهمات العسکرية علی غرار أعمال ونشاطات تقوم بها قوات التعبئة (البسيج الإيراني) لقوات الحرس.
کما أن هناک دورات تدريب عسکرية کاملة متخصصة ومخصصة للأفراد الذين يوظفهم فيلق قوات القدس بشکل دائم بالإضافة إلی دورات في الأعمال الإرهابية تستغرق ما بين 9 إلی 12 شهرا».
وتابع قائلا «بالإضافة إلی التدريب العسکري الذي يأتي ضمن مخطط النظام الإيراني العام في التدخل في شؤون المنطقة فإن وحدات الإرهاب لفيلق قوات القدس تحصل علی تدريبات في مواقع منفصلة وسرية يجري بعدها نقلهم إلی عدد من الدول في الخليج وآسيا وأفريقيا وأمريکا اللاتينية».
وأضاف «بالنسبة للأفراد الذي يتلقون تدريبات علی العمليات الإرهابية فإنه يجري إبقاؤهم في أماکن سرية وبشکل منعزل عن بقية المتدربين، فيما تستوعب ثکنة «إمام علي» ما بين 10 إلی 100 فرد يتلقون التدريبات الإرهابية علی شکل فرق تضم کل فرقة فردين.
وأشار علي زاده إلی أن الحرس الثوري الإيراني أعاد قبل سنوات عددا من مرتزقته في فنزويلا وأورغواي وباراغواي وبوليفيا إلی ثکنة «إمام علي» للتدريب.
وأوضح أن التدريبات التي توفرها ثکنة «إمام علي» تتضمن التدريب المتخصص علی الأسلحة الثقيلة والصواريخ والطائرات من دون طيار وصيانة الأسلحة الثقيلة، وإطلاق الصواريخ والأنشطة البحرية والمظلات وأمن کبار الشخصيات.
وفيما يتعلق بهوية المتدربين في ثکنة «إمام علي»، أوضح أن غالبيتهم من سوريا بالإضافة إلی أفراد من العراق واليمن ولبنان والبحرين، مبينا أن أعداد المتدربين في هذه الثکنة قد زادت لتشمل أفرادا من مجمع المصطفی في قم مع تدخل النظام الإيراني في سوريا. کما تحدث علي زاده عن عدد آخر من مراکز التدريب التابعة لفيلق قدس، وهي أکاديمية «إمام» علي في تجريش في طهران التي توفر التدريب النظري علی الإرهاب والأصولية، ومرکز بادينده الخاص بالتدريب علی حرب المدن والعصابات مثل استخدام الدراجات النارية في الأعمال الإرهابية ودورات متخصصة في قيادة السيارات وتحرير الرهائن، ومرکز مالک أشتر للتدريب علی المعيشة في الظروف الصعبة مثل الغابات.
کما تحدث عن مرکز سمنان للتدريب علی إطلاق الصواريخ، ومرکز مشهد والمعد خصيصا لتدريب العناصر الأفغانية، ومرکز بازوکي وهو أيضا لتدريب العناصر الأفغانية قبل إرسالهم إلی سوريا، مبينا أن هذا المرکز يرسل أسبوعيا إلی سوريا ما بين 200 إلی 300 عنصر أفغاني، وثکنة لوشان التي تضم مرکز عمليات کبير للحرس الثوري الإيراني يعرف باسم قاعدة الإمام الخميني، وثکنة شامران وهي أيضا ترکز علی العناصر الأفغانية قبل نقهلم إلی سوريا، وثکنة محور تيلي کابين للتدريب علی أعمال الکوماندوز، ومرکز عبدان للتدريب علی أعمال الغوص والأنشطة البحرية، ومرکز الأحواز للأعمال البحرية أيضا، ومحور جزيرة قشم للدورات البحرية کذلک، وثکنة شاهريار».
وأوضح أن هذه المعلومات جری نقلها للإدارة الأمريکية الجديدة، مؤکدا أن أنشطة الحرس الثوري الإيراني تتطابق مع معايير الإدارة الأمريکية في تصنيف المکونات الخارجية کمنظمات إرهابية.
وقال علي زاده «أمريکا تصرف حاليا مليارات الدولارات في حربها ضد تنظيم داعش الإرهابي، فيما تحظی قوات الحرس الثوري الإيراني بحرية العمل في العراق»، مشيرا إلی أن أنشطة الحرس الثوري الإيراني قد فتحت الطريق أمام داعش في سوريا والعراق.
وأوضح بأن تجريم فيلق القدس من جانب مجلس الأمن الدولي في السابق يجب أن يشمل أيضا قوات الحرس الثوري الإيراني بأکملها. وأشار إلی أن قوات الحرس الثوري تعد العمود الفقري للمنظومة التي أسسها النظام في إيران لحفظ بقائه، فيما تفرض قوات الحرس الثوري سيطرتها عن طريق وحدتها الاستخباراتية علی الشبکات الاجتماعية والجيش السايبري (الأنشطة الالکترونية) والباسيج مبينا أن هذه القوات ضالعة بأکملها في الحرب في سوريا والعراق.
وبين علي زاده أن رکائز قوات الحرس الثوري الإيراني تعتمد علی القمع في داخل إيران، وتصدير الإرهاب وتصنيع الصواريخ والأسلحة النووية.
وقال: إن قوات الحرس الثوري الإيراني تعمل علی التدخل الإرهابي والعسکري في دول المنطقة وتؤسس لشبکات وأعمال إرهابية، مؤکدا ضرورة عدم الفصل بين فيلق القدس وقوات الحرس الثوري لکون فيلق القدس جزءا من هذه القوات.
وخلص علي زاده في مؤتمره الصحفي إلی التأکيد أن مکافحة الإرهاب تتحقق من خلال مواجهة خطر النظام الإيراني وقوات الحرس الثوري الإيراني التابعة للنظام.
وقال «يجب اتخاذ کل الإجراءات والخطوات العملية الضرورية لاستئصال قوات الحرس الثوري من سائر دول المنطقة بشکل عام ومن سوريا والعراق واليمن علی وجه الخصوص».

زر الذهاب إلى الأعلى