مقالات

تطاول سافر وليس دعما


 
اهلاٌ العربية
27/1/2015


 


بقلم:   اسراء الزاملي


 


مرة اخری، يتضح للعالم حقيقة الدور المشبوه لإيران في العراق وکون هذا الدور يسعی من أجل أهداف وغايات خاصة به ولا يأبه لمصالح العراق او يراعي سيادته الوطنية ومايترتب عليها، خصوصا بعد أن نشرت ميليشيات عراقية وإيرانية العشرات من نقاط التفتيش والدوريات الجوالة لتأمين طريق طهران-سامراء، داخل الحدود العراقية، وهو ما يعتبر وبکل جلاء تطاول سافر علی السيادة الوطنية للعراق وإنتهاک لحرمة أراضيه.
هذا التحرک الجديد المشبوه لإيران داخل الاراضي العراقية، يأتي بعد أن بلغ النفوذ الايراني في هذا البلد مستويات وحدود قياسية غير مسبوقة، وان هذا التطاول الجديد يأتي کمصداقية وتأکيد لکل مانشر وقيل بشأن تصاعد النفوذ الايراني، والذي يتوسع ويضطرد من أجل أهداف وغايات لا تتفق وتتناسب بالضرورة مع الاهداف المعلنة ظاهريا بل وحتی انها تخالفها أيضا.


إزدياد التقارير المتواترة التي تؤکد علی إستشراء نفوذ طهران في العراق وکونه يلعب الدور الاکبر في تسيير وتوجيه الاحداث والامور خصوصا التقرير الاخير للمقاومة الايرانية والذي سلط الاضواء بدقة متناهية علی الانتشار السرطاني لهذا النفوذ وتواجد أکثر من ٧٠٠٠ من عناصر الحرس الثوري والذي لم يجرؤ أحد علی تکذيب وتفنيد ماجاء به، دفع مصدر مطلع في ميليشيا “الحشد الشعبي” لتقديم توضيح بشأن ذلک بزعمه “الفترة الأخيرة شهدت مقتل خيرة قادة وضباط الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي الذين قدموا إلی سامراء لحماية المراقد المقدسة، الأمر الذي دفع بالقيادات العليا لاتخاذ إجراءات أمنية جديدة للحد من عمليات الاغتيال التي طالت قادتها” بمعنی تبرير تأمين هذا الطريق المشار إليه.


إقامة نقاط سيطرة وتفتيش إيرانية في عمق الاراضي العراقية وممارسة دور وصلاحيات الشرطة وقوات الامن العراقية، يحمل في طياته الکثير من المعاني السلبية التي تمس السيادة العراقية في الصميم وتدل علی أن إيران بدأت تتصرف وبصورة فعلية کدولة محتلة للعراق وليست مساعدة له کما تزعم وتدعي، خصوصا وان تنسيق قوات الحرس الثوري يتم دائما مع ميليشيات شيعية قامت بنفسها بتأسيسها وهي تابعة للحرس الثوري وتتحرک بأوامر وتوجيهات خاصة منه، وان هذا التحرک والنشاط المريب يعتبر مريبا ومشکوکا في أمره لأن التحرکات والنشاطات الايرانية الخاصة بالحرس الثوري الايراني، کما جرت العادة معها لاتقف عند حد معين خصوصا بل هي تستمر وتتخذ أبعادا وسياقات مختلفة، ولذلک فإن هذه الخطوة السافرة قد تکون تمهيدا لتأمين طرق اخری يتم من خلالها تنفيذ مخططات مشبوهة أخری أمر وأدهی، وان القوی العراقية الوطنية خصوصا والدول العربية مدعوة کي تقف بوجه هذا التطاول وتوقفه عند حده.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى