أخبار إيران

مقرب من رفسنجاني: کـ«قتلة الحسين» قتل النظام الإيراني الآلاف من «مجاهدي خلق»

 

 

القدس العربي
11/2/2017

 

محمد المذحجي


 
لندن ـ  صرح الدکتور صادق زيبا کلام، أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران الحکومية، ومن مقربي الرئيس السابق لمجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني علي أکبر هاشمي رفسنجاني، أنهم کقتلة الحسين (في إشارة إلی النظام الإيراني) قتلوا آلافاً من أعضاء منظمة «مجاهدي خلق» في سجن «إيفين»، السيیء الصيت خلال السنوات الـ10 التي تلت انتصار الثورة ، وخاصة صيف 1988.
ونشر موقع «کويا نيوز» مقطع فيديو لتصريحات صادق زيبا کلام علی هامش مهرجان «فجر» السينمائي السنوي الإيراني، المقام في طهران بمناسبة ذکری انتصار ثورة 1979، حيث قال إن النظام الإيراني کـ«قتلة الحسين» قتل آلافاً من أعضاء منظمة مجاهدي خلق المعارضة دون محاکمة وإثبات وقوع الجريمة علی هؤلاء خلال السنوات الأولی بعد الثورة ، وخاصة ما حصل في صيف 1988، بالإشارة إلی ما جاء في التسريب الصوتي لاجتماع أعضاء «لجنة الموت» في الجمهورية الإسلامية مع نائب مؤسس النظام الإيراني المعزول، حسين علي منتظري.
وانتقد بشدة عرض فيلم «ماجراي نيمروز»، الذي تم إنتاجه بدعم من الحرس الثوري، في مهرجان «فجر» السينمائي، مضيفاً أن قصة هذا الفيلم لا تروي الحقيقة عما جری بين «الحرس الثوري» ومنظمة «مجاهدي خلق» خلال تلک الحقبة.
وتساءل المقرب من هاشمي رفسنجاني قائلاً «نحن نتهم منظمة «مجاهدي خلق» بأنها نفذت حملة واسعة من الاغتيالات خلال فترة الثمانينيات من القرن المنصرم، وهل أعضاء هذه المنظمة کانوا فعلوا ذلک مجانياً دون دليل؟».
وأوضح أن الفيلم يتحدث عن رواية النظام الإيراني عن تلک الأحداث وليس الحقيقة، وأنه يصور للمشاهد بأن أعضاء الحرس الثوري کانوا أناساً رؤوفين ويدافعون عن الحق والإنسانية، بينما نحن مثل «قتلة الحسين» قتلنا آلافاً من أعضاء منظمة «مجاهدي خلق» في سجن إيفين دون محاکمة.
وأکد زيبا کلام أن البلاد شهدت حرباً داخلية خلال تلک الحقبة من فترة حياة الثورة الإيرانية بين الحرس الثوري ومنظمة «مجاهدي خلق» أدت بأروح آلاف الضحايا.
وتجدر الإشارة إلی أن منظمة «مجاهدي خلق» تعتبر أحد التنظيمات الرئيسية التي لعبت دوراً محورياً في انتصار ثورة 1979 من خلال الکفاح المسلح والحرکات الشعبية ضد النظام الملکي في إيران منذ عام 1965. وکان الرئيس السابق للمنظمة، مسعود رجوي، مرشحاً في أول انتخابات رئاسية بعد الثورة. ولعبت «مجاهدي خلق» دوراً مهماً خلال سنوات 1979 حتی 1981 في البلاد، حتی تم إقصاؤها من العمل السياسي وطرد العديد من أعضائها من الدوائر الحکومية بأمر من مؤسس الجمهورية الإسلامية الخميني، بسبب الصراع الدائر حينها علی السلطة بين القوی الثورية.
وسبق أن أثار نشر نجل نائب مؤسس الثورة الإيرانية المعزول، أحمد منتظري، تسجيلاً صوتياً للقاء «لجنة الموت» مع حسين علي منتظري، ضجة واسعة في الأوساط الإيرانية، إذ کان يشرح أعضاء «لجنة الموت» له دليل إدانة، وإعدام آلاف من سجناء منظمة «مجاهدي خلق» في عام 1988. وردا عليهم منتظري بالقول إنه لا يجوز لا شرعياً ولا أخلاقياً ولا إنسانياً قتل أولئک الذين حکمت عليهم المحکمة بالسجن سابقاً، نظراً لنياتهم، وإنهم لم يرتکبوا جرماً جديداً وإنهم يقبعون في السجن. وأکد أعضاء «لجنة الموت» لمنتطري حينها أنه يجب إعدام هؤلاء السجناء لأنهم لا يزال يؤيدون منظمة «مجاهدي خلق».
وکان أهم أعضاء «لجنة الموت» في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مصطفی بور محمدي، وهو الآن يشغل منصب وزير العدل في حکومة حسن روحاني، وإبراهيم رئيسي وهو ممثل الولي الفقيه، ورئيس منظمة إدارة ضريح الإمام الـ8 للشيعة في مدينة مشهد شمال شرقي إيران حالياً، وحسين علي نيري، نائب رئيس المحکمة العليا الإيراني.
وأکدت تقارير الأمم المتحدة حينها إعدام إيران ما لا يقل عن 3600 شخص من سجناء «مجاهدي خلق» في سجون مدينة طهران.
وکشفت تسريبات أمنية أخری في عام 1999 أن «لجنة الموت» في الجمهورية الإسلامية وخلال صيف 1988 أعدمت 30410 من أعضاء «مجاهدي خلق» في جميع أنحاء إيران، فضلاً علی إعدام 3500 من سجناء الأحزاب اليسارية الذين کانوا يقبعون في السجون منذ السنوات الأولی لانتصار ثورة 1979.
ورداً علی التسريب الصوتي عن «لجنة الموت»، صرح ولأول مرة عضو هيئة الرئاسة لمجلس خبراء القيادة الإيراني وعضو جمعية مدرسي حوزة قُم الشيعية وإمام جمعة طهران، أحمد خاتمي، أنه تم إعدام سجناء «مجاهدي خلق» خلال صيف 1988 بتهمة «محاربة الله ورسوله» وعلی أساس الأمر الذي أصدره مؤسس الثورة، روح الله خميني، واصفاً الخطوة إياها بأنها تطبيق لأحکام القرآن والفقه الإسلامي وعمل ثوري خدم الإسلام والشعب الإيراني.
وأکد مصطفی بور محمدي، أحد أعضاء «لجنة الموت» ووزير العدل في حکومة الرئيس الإيراني حسن روحاني، علی صحة ما جاء في التسجيل الصوتي لنائب مؤسس الجمهورية الإسلامية المعزول، حسين علي منتظري، وقال «افتخر بتنفيذه أحکام آية الله الخميني ضد أعضاء «مجاهدي خلق»، ونفذت حکم الله بحق هؤلاء».
للإشارة کانت محکمة الثورة الإسلامية في مدينة قُم أصدرت عقوبة السجن لمدة 21 عاماً، وخلع رداء رجال الدين ضد نجل أحمد منتظري، بسبب نشر التسجيل الصوتي لاجتماع «لجنة الموت»مع والده.

 

زر الذهاب إلى الأعلى