أخبار إيران

نيويورک تايمز: مواجهة أمريکية إيرانية بالعراق تلوح في الأفق

 


نيويورک تايمز
27/5/2017


يبدو أن إيران ستبدأ بخلق المتاعب للولايات المتحدة الأمريکية في العراق؛ فما إن أعلنت واشنطن نيتها تأمين الطريق البري الذي يربط العاصمة بغداد بکل من عمّان ودمشق عبر شرکة حماية خاصة، حتی تعالت دعوات رافضة من طرف زعماء قادة المليشيات الشيعية في العراق، والتي تعبّر بشکل واضح وصريح عن وجهة النظر الإيرانية، کما تقول صحيفة “نيويورک تايمز” الأمريکية.
وتضيف الصحيفة أن الولايات المتحدة- وفي إطار دعمها للعراق ما بعد تنظيم الدولة- سعت إلی تأمين الطريق البري من بغداد باتجاه عمّان ودمشق، وهو الطريق الذي يمرّ عبر صحاري واسعة وطويلة، حيث منحت واشنطن شرکة أمنية خاصة حقوق حماية الطريق، وإقامة استراحات ومحطات وقود، وهو ما يجعل منه طريقاً آمناً.
لکن الأمر لم يمرّ بسهولة، فتوترات الجغرافيا والسياسة والطائفية، يضاف إليها التوتر بين أمريکا وإيران، سرعان ما مارس دوراً کبيراً في تأجيج الخلاف حول هذا المشروع الذي تعتبره واشنطن حيويّاً لعراق ما بعد تنظيم الدولة، حيث تعالت أصوات قادة مليشيات شيعية برفض المشروع، والعمل علی إسقاطه؛ علی اعتبار أنه نفوذ أمريکي في المنطقة.
وقد توعّد قادة المليشيات الشيعية باستهداف أي قوات أجنبية أو أمريکية، بل إن عدداً منهم توعّد باستهداف الشرکة الأمنية الأمريکية التي ستتولی حماية الطريق السريع تحديداً.
لکن موقف رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، من هذه الصفقة يبدو قريباً إلی الموقف الأمريکي، علی الرغم من قوة النفوذ الإيراني في العراق.
وفي هذا الصدد، يقول السياسي الشيعي عزت الشاهبندر، إن المليشيات المدعومة من إيران “أصبحت أقوی من الجيش العراقي، وإن إيران اليوم تسعی إلی إزاحة العبادي من السلطة”.
دبلوماسيون أمريکيون في العراق ينظرون إلی صفقة الطريق الدولي السريع علی أنها تخدم غرضين اثنين: أولهما، التنمية الاقتصادية في محافظة الأنبار، المدينة السنيّة التي يشعر مواطنوها بأنهم مهمشون من قبل الحکومة المرکزية التي يقودها الشيعة، وثانيهما، العمل علی تقليص النفوذ الإيراني، خاصة أن هذا النفوذ بات محل انتقاد حلفاء أمريکا في المنطقة مثل السعودية وترکيا.
رئيس الوزراء العراقي منح صفقة حماية الطريق السريع لشرکة اسمها “الزيتون”، وستتولی هذه الشرکة مهمة ترميم الجسور في الأنبار، وتجديد الطريق، وبناء محطات خدمة ومقاهٍ علی جانب الطريق، کما ستوفر حراسات لحماية أمن الطريق.
وفي خطابه الأخير، توعّد العبادي “المافيا” التي تعمل علی إعاقة مشروع الطريق، في إشارة إلی المليشيات والجماعات المتمردة.
أهالي الأنبار يعتبرون أن هذا المشروع فرصة مثالية لهم لإعادة إعمار مدينتهم، وأيضاً لتوظيف العشرات من أبنائهم في هذا المشروع العملاق الذي سوف يحرک التجارة بين العراق والأردن.
ويبدو أن الطريق السريع غرب العراق سيکون بداية المواجهة الإيرانية الأمريکية في العراق، فعلی الرغم من أن المشروع الجديد مدعوم من طرف الحکومة العراقية، فإن المليشيات الشيعية تبدو رافضة له بقوة، متوعدة بنسفه.

زر الذهاب إلى الأعلى