مقابلات

محمد علي توحيدي: هل خامنئي يقصي روحاني؟

 

نص اللحوار مع رئيس لجنة الاصدارات في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية:

 

 

سؤال: اسمحوا لي أن نبدأ الحوار مع کلمة جنتي الحادة في اجتماع مجلس الخبراء ضد روحاني. ألا يدل ذلک علی أن خامنئي يريد اقصاء روحاني؟ 
محمد علي توحيدي: طبعا کانت کلمات جنتي حادة، وغير مسبوقة من بعض الجوانب. لماذا؟ لأنه جالس علی کرسي رئاسة مجلس الخبراء. انه يدلي بهذه الکلمات في اجتماع جلس فيه روحاني باعتباره أحد أعضاء المجلس. لغة کانت مشحونة  بطابع الانتخابات وکانت تشمل جميع المجالات التي تروجها زمرة خامنئي والزمرة الغالبة ضد روحاني، بدءا من التعامل مع أمريکا وعدم جواز المخالطة مع العدو والی معيشة المواطنين والسجل الاقتصادي لروحاني وحتی أعاد ذکر مسأله «التصالح الوطني» الذي تحدث عنه روحاني. انه تابع أنه جدي حول الفتنة وضرورة التحدي لها… فقد عدّد کل هذه القضايا وبذلک فقد وجه ضربات تحت الحزام علی روحاني وحکومته عشية الانتخابات وخضم الحملات الانتخابية. طبعا هناک أسباب عدة لدی خامنئي لکي يتجه نحو اقصاء روحاني في هکذا ظروف ولکن مع کل هذه النقاط التي برزت بشکل واضح في لغة جنتي ولکنني لا أعتقد أنه يجوز أن نستنبط أن خامنئي ينوي اقصاء روحاني من ولاية ثانية.  
سؤال: اذا کنتم تقولون ان خامنئي لم يقصي روحاني فلماذا يدلي هو نفسه وکذلک جنتي بهذه الکلمات الحادة ضد روحاني؟
توحيدي:
لأن الصراع الانتخابي يأخذ بما يقتضيه. أي خامنئي في هذه الصراعات وبهذه النبرة ولغة جنتي في کل المجالات يوجه کلمات ضد شخص روحاني. ولکون خامنئي يسعی لفرض هيمنتة بشکل أقوی علی روحاني في حال وصوله الی ولاية ثانية أي أن يخضع ويتخاذل روحاني أکثر من ذي قبل أمامه. انه قد عمل نفس الاسلوب مع الرؤساء السابقين. وعندما کان رفسنجاني في ولايته الأولی کانت ترکيبة حکومته تحت سيطرته ولکن في الولاية الثانية قد فرض  خامنئي علی رفسنجاني عددا من الوزراء في کابينته وجعله أکثر تحت هيمنته. والآن في الظرف الذي وصفه هو نفسه بالمرونة البطولية ودخل في التعامل مع أمريکا وتلک التراجعات، ومع أن أمريکا تصعب الآمور عليه، لذلک انه يريد أن يمسک بقوة دفة السيطرة وأن يصعب بدوره في الداخل وأن يجعل روحاني في الولاية الثانية خاضعا أکثر لتنفيذ سياساته ويريد أن يکون خاضعا لسيطرته حتی في مرونة غير بطولية. ولهذا في اطار الصراع الانتخابي يکرر هذه الکلمات والتعابير لکي يجعل روحاني خاضعا أکثر تحت هيمنته.
سؤال: عندما تقولون ان خامنئي يريد أن ينفذ هذه المرونة فلماذا لا يقصي روحاني حتی يستطيع تنفيذ الخطوط مع عناصره؟
توحيدي:
  انه خيار يفکر فيه خامنئي بالتأکيد. لا يمکن الاستنتاج الآن بأنه يريد اقصاء روحاني. ولکن الخيار الذي تتحدثون عنه هو مطروح أيضا وخامنئي يفکر في کلا الخيارين. لأن أمامه تطمينات خاصة بأنه يستطيع أن ينفذ سياساته تحت سيطرته. کما ان خامنئي ذاته قد بدأ المفاوضات مع أمريکا قبل روحاني وتنازل عن البرنامج النووي خلال مسلسل من التراجعات وتجرع کأس السم النووي والآن يريد أن يواصل المشوار مع عنصر خاضع له من زمرته بشکل أفضل. اضافة الی ذلک وبما أن الحديث دار عن الملا «رئيسي» – لکي يتم ترشيحه من قبل الزمرة الغالبة – فانه يستطيع أن يعالج خلافته ونيابته أيضا اذا جلس شخص مثل «رئيسي» علی کرسي رئاسة البلاد أيضا. هذه کلها امتيازات أمامه وخامنئي يفکر فيها ولکنه مشغول بتقييم کل الخيارات وتوزينها. 

سؤال: في هذا الحال يتبادر الی الذهن سؤال لماذا لا يحذف روحاني؟ فهل المرونة التي تتوقعها أمريکا من النظام منوطة ببقاء روحاني حتما؟
توحيدي: الجواب سلبي. ليست هکذا. هنا يخاف خامنئي من الشارع الايراني. ومن مجاهدي خلق ومن بديل نظامه. ومن أن لا ينتهي هذا الحذف وهذه العملية الجراحيه الی تداعيات سلبية له ولنظامه. وبلغة بسيطة اذا اتسعت الشرخة في داخل النظام فهناک تزداد احتمالية وقوع انتفاضة جماهيرية.
واذا کنتم تتذکرون في الولاية الثانية للملا خاتمي ، قصف خامنئي کل معسکرات جيش التحرير الوطني الايراني علی الحدود وداخل الاراضي العراقية، ولاحقا اعترف قائد قوات الحرس آنذاک اننا أطلقنا 1000 قذيفة وصاروخ وهذه کانت حالة لم يشهد لها مثيل من قبل في الحرب العراقية الايرانية. انه أراد من خلال ذلک توجيه ضربة الی القوة المعارضة الرئيسية له التي يصفونها بالقوة التي تعمل من أجل اسقاط النظام ولو کان النظام ناجحا في هدفه لکان بالتأکيد قد حذف خاتمي في الولاية الثانيه ولکنه مني بفشل ذريع في تحقيق هدفه. 
والآن آيضا يقدر خامنئي الموقف. هناک نموذج آخر عندما عرض احمدي نجاد مقابل رفسنجاني الذي کان قد حصل علی آصوات أکثر ولکن خامنئي قد حذف رفسنجاني ليوصل احمدي نجاد الی کرسي الرئاسة. وجاء هذا الحذف بسبب أنه قد قصف مجاهدي خلق. ودارت هناک حربان في العراق وافغانستان مما خلقت أزمات کلها انتهت لصالح خامنئي. انه أوجد الظرف مواتيا لحذف رفسنجاني رغم أنه قد حصل علی أصوات أکثر وجاء باحمدي نجاد. وهذا يعني أن خامنئي يقدر الموقف ويرسم سياسته حسب ذلک. والآن خوف النظام من نهوض المجتمع وخطر الانتفاضة. ولو تأملتم کلمات جنتي فانه يتحدث کثيرا عن الفتنة ,ويحذر من خطر الفتنة. ولو تذکرتم کان الحرسي قاسمي هو کبير البلطجيين لخامنئي يقول قبل حوالي شهرين: انتفاضة يوم عاشورا في طهران في عام 2009 قد أوصلت خامنئي الی حافة السقوط وهو کان يتحدث عن ذلک مذعورا. في مثل هذه الحالة الحرجة للنظام فان دور المقاومة الايرانية ودور المعارضة الحقيقية للنظام والوضع المحتقن لدی الشارع الايراني کلها مواقف حساسة وحاسمه في نهاية عمر النظام.

سؤال : بالمناسبة لنلقي الضوء علی تصريحات الحرسي قاسمي التي أشرتم اليها.
تلفزيون النظام: قال الحرسي سليماني: «کان الأمر علی وشک الانتهاء مثل الأيام الأولی من الثورة. قالوا لي تعال وانظر في الشارع کل شيء قد انتهی. مسعود رجوي وجماعته يزيل کل شيء. کان الأمر قد انتهی في شرکة النفط وغيرها من المؤسسات. جاء عدد وکانوا يلتمسون لقائد قوات البسيج اشطب اسمنا من البسيج لأن الأمر قد انتهی. وأصبح الأمر واضحا لنا بأن کل شيء قد انتهی. وهذا السيد حفيد النبي (خامنئي) قال انهم قد أوصلوني الی حافة السقوط».

توحيدي: تلاحظون أنه کيف يشرح هذا الحرسي عن حال خامنئي وعن خوفه. ويتحدث عن وصول خامنئي الی حافة السقوط وهذا کلام خامنئي نفسه. انه قال في مشهد الانتفاضة أو حسب کلامه في مشهد الفتنة قد أوصلوا البلاد الی حافة السقوط. وهذا الحرسي يؤکد ذلک.
نعم خامنئي يحسب کل حساباته ثم يتخذ قراره ما اذا کان يحتفظ بروحاني أو يأتي بشخص آخر بدلا منه وکيف يمرر الأمور من خلال کل هذه التحولات.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى