مقالات

تأريخان متضادان

 

دنيا الوطن

2/3/2016
بقلم:ليلی محمود رضا
ليس هنالک من أدنی شک بأن هناک حالة من العداء و المواجهة الإستثنائية المستفحلة بين المقاومة الايرانية و نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بحيث ليس هنالک من أي مجال للمساومة و الصلح بينهما، فکل منهما يسير في طريق و درب لايمکن أبدا أن يلتقي مع طريق و درب الآخر.
للحقيقة و التأريخ، نود أن نشير الی إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و في شخص مؤسسه خميني حاول التقرب من منظمة مجاهدي خلق”العمود الفقري للمقاومة الايرانية و ذراعها الطويلة”، و سعی من خلال الاغراء و الترهيب ثني المنظمة عن نضالها و دفعها للمساومة مع النظام، غير إن المنظمة رفضت ذلک بقوة و حزم و أصرت علی مواقفها المبدأية وهو الامر الذي أصاب النظام بحالة من الهستيريا و دفعه لفتح جبهة مواجهة غير عادية ضد المنظمة علی مختلف الاصعدة.
المواجهة و الصدام بين المقاومة الايرانية و قوتها الطليعية منظمة مجاهدي خلق من جانب و بين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من جانب آخر، مع إنها کانت مواجهة غير متکافئة من مختلف الاوجه بحکم الامکانيات الواسعة المتاحة للنظام و الامکانيات الاکثر من متواضعة لمنظمة مجاهدي خلق، لکن مع ذلک نجحت الاخيرة ولمرات عديدة في حصر النظام في زاوية ضيقة جدا و إحراجه داخليا و إقليميا و دوليا.
بهذا السياق، وکما نعلم جميعا، فإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد قام في 26 شباط2016، بإجراء الانتخابات النيابية المشکوک فيها لأکثر من سبب و المقاطعة من جانب الشعب الايراني منذ أکثر من ثلاثة عقود، لکن و في 27 شباط 2016، أي بعد يوام واحد فقط من مسرحية الانتخابات، تم في باريس عقد المؤتمر العالمي للمرأة بحضور ممثلات عن 26 دولة، حيث تم خلاله فضح و کشف ماتتعرض له المرأة الايرانية من ظلم کبير جدا علی يد النظام القائم الی جانب تسليط الاضواء علی إن طهران تمثل و تجسد منبع و بؤرة الارهاب و التطرف الديني.
في 26 شباط2016، شهدت إيران عملية سياسية مشبوهة هدفها إستغلال صناديق الاقتراع کوسيلة من أجل إضفاء الشرعية علی نظام مکروه و مرفوض من جانب الشعب، أما في 27 شباط 2016، فقد شهدت العاصمة الفرنسية باريس مؤتمرا ينتصر لحقوق المرأة الايرانية و طموحاتها و لآمال و تطلعات الشعب الايراني في إقامة نظام سياسي يکفل له حرياته و حقوقه الاساسية وإن بين التأريخين کما هو واضح فرق أکثر من شاسع.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى