مريم رجوي

رسالة مريم رجوي إلی اجتماع حشد من أعضاء البرلمان البريطاني بشقيه في مجلس العموم

 
قالت مريم رجوي في رسالة وجهتها إلی أعضاء المجلسين البريطانيين وعدد من الأساقفة في اجتماع عقد يوم 17 تشرين الثاني/ نوفمبر2016 في مجلس العموم البريطاني:
أصحاب السعادة حضرات أعضاء مجلسي العموم واللوردات البريطانيين
الأساقفة الکرام
أيها الأصدقاء الأعزاء
أوجه التحية لکم جميعا. کما أوجه تحية التقدير للانتباه الذي تولونه لقضية إيران وحقوق الإنسان والمقاومة وحرية الشعب الإيراني المکبل.
المفاوضات النووية بين الدول 5+1 ونظام الملالي وعواقبها، جعلت إيران في بؤرة الاهتمام العالمي خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.
لقد مضی 16 شهرا علی توقيع الاتفاق النووي. لذلک کان حيزا زمنيا کافيا لاختبار السياسات.
الاتفاق النووي کان فرصة للملالي لکي يغيروا سلوکهم ويتخلون علی الأقل عن إثارة الفوضی والإرهاب علی الصعيد الدولي. إلا أنهم کثفوا مساعيهم للإحتلال وتأجيج الحروب في المنطقة وعلی الخصوص في سوريا. وبات الآن النظام الإيراني أهم عامل لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
کان هناک البعض يرون أن حقوق الإنسان في إيران ستتحسن. ولکن عدد الإعدامات في العام الماضي بلغ قرابة ألف حالة.
وقال وزير الداخلية في حکومة الملا روحاني إنه يتم اعتقال 600 ألف شخص سنويا. وهذا العدد يمثل جزءا من الواقع. الحقيقة أن حکم الملالي يحافظ علی نظامه بحملات الإعتقال وأعمال التعذيب والإعدام اليومي ومن خلال القمع الدائم الذي يستهدف النساء والشباب والإعتقالات التعسفية وايذاء أتباع الديانات الأخری منهم المسيحيون وفرض الرقابة الخانقة علی شبکة الانترنت وحتی اعتقال البريطانيين من أصل إيراني أو منع إقامة حفلات الموسيقی. وأما في مقابل الملالي، فقد واصل شعبنا ومقاومتنا التقدم في جهودهم التحررية.
هناک إنجاز مهم يتبلور في حراک المقاضاة من أجل 30 ألف سجين سياسي أعدمهم النظام في مجزرة في صيف عام 1988. وعمد الملالي الی التستر علی هذه الجريمة الکبری لمدد طويلة. الا أن نشر تسجيل صوتي لتصريحات السيد منتظري خلفية خميني المعزول بشأن هذه المجازر، قد کشف عن أبعاد جديدة لهذه الجريمة المروعة. وتعمل المقاومة الإيرانية بمساعدة أنصارها داخل إيران علی جمع هذه الوثائق. هدفنا هو أن يعترف المجتمع الدولي بأن هذه المجزرة الکبری کانت جريمة ضد الإنسانية وأن يقدم المسؤولين عنها أمام العدالة. لو لم يکن صمت المجتمع الدولي وخموله الذي تسبب في إفلات المجرمين من العدالة لما کانت تستمر موجة الإعدامات وأعمال القمع في إيران حتی اليوم.
وهناک تحول مهم آخر وهو اتساع نطاق الاحتجاجات المناهضة للنظام. ففي 28 اکتوبر احتشد آلاف المواطنين لاحتفاء ذکری ميلاد مؤسس إيران القديمة وأول من أصدر ميثاقا لحقوق الإنسان قبل 25 قرنا (علی قبره في مدينة باسارغاد- بمحافظة شيراز جنوبي إيران) وتظاهروا ضد الملالي.
وأخيرا يجب أن ننوه بانجاز عظيم آخر حصل في الأشهر الأخيرة وهو انتقال آمن وسالم لجميع أعضاء مجاهدي خلق من ليبرتي إلی اوروبا.
وحاول الملالي لإيقاف هذا الانتقال وسعوا اعتقال عدد من مسؤولي المجاهدين بإصدار أحکام قضائية کيدية. وحاولوا أيضا القضاء علی أعضاء المقاومة بقصفهم بالصواريخ إلا أن صمود المجاهدين والحملات الدولية للمقاومة ، قد دحرا مخططات الملالي الخبيثة. وهذه العملية للانتقال هي من آکبر هزائم تلقاها الملالي في العام الأخير. أريد أن أعرب عن تقديري من صميم القلب لکل ما بذله منتخبو الشعب البريطاني في المجلسين وکذلک قادة الکنيسة البريطانية من جهود ومساعدات ودعم لنقل المجاهدين.
أيها الأصدقاء الأکارم
تناضل المقاومة الإيرانية من أجل إقامة جمهورية حرة قائمة علی المساواة وفصل الدين عن الدولة وإلغاء أحکام الإعدام. إننا ندعو إلی إنهاء أحکام شريعة الملالي وتحقيق الحرية والمساواة بين أتباع جميع الديانات. أمد يد العون إلی منتخبي الشعب البريطاني وإلی الکنيسة البريطانية وإلی جميع أبناء الشعب البريطاني المحبين للإنسانية لتقديم مزيد من الدعم والمساعدة لهذا النضال.
حراک المقاضاة هو هدف مشترک وعادل لما له من جذور في الکرامة الإنسانية. نحن بحاجة إلی عونکم في هذه المقاضاة. نحن بحاجة إلی مساعدتکم لحث الحکومات الغربية علی الإعتراف بنضال الشعب الإيراني لتغيير هذا النظام.
أجدد شکري وتقديري لکم وأتمنی أن أستطيع اللقاء بکم قريبا.
زر الذهاب إلى الأعلى