أخبار إيران

انقذوا مرضی اشرف.. رسالة الی احرار الکون- إلهام فردي بور*

انقذوا مرضی اشرف.. رسالة الی احرار الکون

إلهام فردي بور*

16/3/2011
انا واحدة من الف إمرأة ايرانية مناضلة من اجل النور لاجئة في مخيم اشرف الذي تتخذه منظمة مجاهدي خلق مقرا لها منذ الثمانينيات في العراق ويقيم فيه 3400 لاجئ ايراني من بينهم 1000 امرأة. والتحقت بالمقاومة الايرانية الشاملة منذ 17 سنة توخياً لتحرير وطني ايران وانقاذ کافة ابناء الشعب الإيراني نساءا ورجالا وتخليصهم مما يُفرضه عليهم الملالي من الظلم والقمع والظلام و لهذا جئت لاشرف.
تولت قوات الولايات المتحدة حماية اشرف إثر احتلال العراق وفقا لإتفاق وُقِع مع سکان اشرف فردا فردا من جهة والادارة الامريکية من جهة اخری. وفي العام 2009 تعهدت الحکومة العراقية امام الادارة الامريکية بحماية اشرف عند استلامها حماية أشرف. إلا ان الحکومة العراقية والقوات المسلحة العراقية بامرة رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي ورغم تعهدها فرضت حصارا جائرا لاإنسانيا علی اشرف فور تسلمها الحماية في بداية عام 2009 تلبيةً لمطالب النظام الإيراني. مما أدی منذ ذلک اليوم وما تلاه للمحاولة الی ضغوط وإجراءات قمعية ومنهجية ضد اشرف إلی جعل السکان في ظروف لا تطاق وغير قابلة للحياة وتعرضهم للإنهيار العقلي والهدف من ذلک کله هو ان ينحني السکان أمام النظام الفاشي الحاکم في إيران مما يرغمهم علی الرجوع إلی ايران مکرهين مرغمين علی ذلک. مما يؤدي وبلاشک إلی المواجهة والخضوع لمخابرات النظام الإيراني الدکتاتوري الدموي واعتقالهم واعدامهم علی مرأی ومسمع العالم کله وقد عهد العالم بالنظام الايراني دمويته واخلاله بالاعراف الانسانية. وقد يتم قتلهم وتصفيتهم في طريق العودة.. واعتاد العالم علی رؤية الايرانيين معذبين في السجون وعلی مقاصل الاعدام فيها.
هذا ويتضمن الحصار علی قيود وحصارطبي قاسي ونقص حاد في العلاج والأدوية ما ادی إلی خسائر نفسية ومادية وروحية وجسدية لسکان مخيم وحرمانهم من وصولهم الحر الميسر او حتی غيره إلی الخدمات الطبية والعلاجية وقد لقي بعض إخواني وأخواتي من السکان حتفهم جراء ذلک من بينهم بروين ملک‌محمدي ومهدي فتحي ومحمد حيدريان.
وإلی ذلک اصبت شخصيا بمرض سرطان الدرقية قبل ثلاث سنوات ولولا وقوع اشرف تحت حصار القوات المؤتمرة بأمرة المالکي، لتمکنت وتمتعت بفرصة علاج موفقة علی يد طبيب خبيرحاذق. وقد کنت تحت مراقبته المستمرة إلي يوم هجوم قوات المالکي علی اشرف نهاية يوليو 2009 هجوما خلف ورائه 11 قتيل و500 جريح و1000 مکدوم وإثره تم تضييق الخناق علي اشرف حيث لم يتمکن الطبيب من الدخول الی المخيم وللاسف الشديد تم تهديد طبيبي کالآخرين من الأطباء الشرفاء ومنع دخولهم الی اشرف للعلاج ومداواة المرضی فيما واجهت عراقيل صعبة في طريق معالجاتي من السرطان وقد نتج عن ذلک توسع المرض في جسدي وادامة معاناتي وما هذا الا قتل عمد لي من خلال حرماني من العلاج.
وحظرت لجنة قمع اشرف التابعة لرئيس الوزراء المالکي في هذه الفترة وصولي إلی الإطباء الإختصاصيين للمضي في مراحل العلاج وبعد ما وصولي لدی الطبيب بمحاولة کبيرة تاکد لي بضرورة خضوعي للعلاج في اسرع وقت ممکن غير ان المدير العراقي للمستشفی عمر خالد وللأسف الشديد لم يسمح بذلک وهو ضمن الحلقة القمعية الرسمية العراقية لاشرف وطيلة محاولات 9اشهر وهو لايسمح بنقلي برفقة ممرضتي إلی مستشفی في بغداد للمرور بمراحل العلاج الکيميايي اللازمة، هذا ومرضي في حال تطور مستمر ويکاد يتسع ويصل إلي مرحلة اللاعودة. ولم يمنع عمر خالد التميمي مدير المستشفی وصولي الی طبيبي فحسب بل يقوم بتحويلي کل مرة الی طبيب جديد غير طبيبي المعالج الذي يتابع حالتي ومراحل المرض بمعرفة واقتدار وقد حدث ذلک ثلاث مرات وقد حدث ان قال لي الطبيب الأخير لن اضطلع بالمسئولية في علاجک إلا أن ابدأ بنفسي بمراحل العلاج من البداية اي انه يتعين علي ان اعاني العذاب والألم لتسعة أشهر اخری.
وألغی مسئولو المستشفی والقوات العراقية مواعيدي المحددة مسبقا لمعاينة الطبيب لستة مرات من 11يونيو حتی 9 نوفمبر2010 وکل مرة بذريعة مختلفة، حيث جعلوني ارکب سيارة الإسعاف في بعض المرات ثم يتحججون لدی الخروج بعدم إمکانية الرحلة أو عدم إمکان رحلتي بمرافقة المترجم. وتم إلغاء عدة مواعيد في العام هذا بهذا السياق.
وأخذوني أخيرا وبعد إلغاء مواعيدي لعدة مرات إلی مستشفيً في بغداد وما أن تم تنفيذ الفحوص و المسح بالأشعة حتی تبينت ضرورة بقائي في المستشفی نفسه لإزالة مفعول الأدوية غير أن آمر فريق الحماية لم يسمح بان أمکث فيه وأعادني إلی اشرف فورا لإحالتي إلی مستشفی اشرف (مستشفی الهلاک الذي يقع تحت سيطرة لجنة قمع اشرف) ولابد من ان أکون تحت مراقبة الأطباء لعدة ايام وسرعان ما طردني الطبيب الخفر بأمرة مدير المستشفی دکتر عمر خالد بالقوة قائلا: غير مسموحٌ لي أن أبقی في المستشفی وکذلک امتنعوا عن تسليم ملفي الطبي عمدا لوضعي تحت ضغوط علاجية قاهرة حيث تشتمل هذه الملفات العلاجية علی الوصفات الطبية التي لابد من ان استخدمها لتسلسل العلاج في هذه المرحلة ولم اتمکن من تنفيذها فعلا نتيجة التصعيد في حالتي الصحية وقد قاموا بإلغاء عدة مواعيد علی إثرها.
وما أن اعترضت ذات مرة علی إلغاء مواعيدي الطبية والإجراءات اللاإنسانية حتی اتصل مدير المستشفی الدکتور عمر خالد التميمي بالشرطة وأتوا بفريق من قوات الجيش والشرطة قوامهم 12 شخصا مدججين بالاسلحة والاصفاد المطاطية الی المستشفی وقاموا بتهديدنا بالتزام بالصمت وانه لاحق لنا برفع شکوی وعلينا ان ننفذ ما يأمروننا به ..يحضرون قوة عسکرية قومها 12 جندي مدجج بالسلاح ليهددون بها إمرأة بالية الجسد طريحة الفراش وقد أکلها المرض وهذا هو طبيب قد ادی قسم الطبيب والمهنة الانسانية! وهنا جديربالذکر ان اذکر مدير ادارة صحة محافظة ديالی وهو من يزعم مقارناً حالة الرعاية الطبية والعلاجية والآدوية في اشرف بکبری القياسات الاروبية، وهو مطلعٌ علی صورة کافة الإجراءات القمعية السائدة في مستشفی المخيم التي ينفذها الشخص التابع له اي مدير المستشفی عمر خالد وهو يعلم إنه لم يقصر ويکذب بشأن التقارير الطبية فحسب عندما يقول ويصفها بکبری قياسات حالات الرعاية الطبية والعلاجية .. بل يعلم انه حول المستشفی إلی دار التعذيب، وهذه التقارير وسکوت مدير صحة محافظة ديالی ومنع دخول الاطباء وغيرهم هو امر يخدم لجنة قمع اشرف المنفذة لمخططات النظام الايراني الذي يهيمن علی العراق حکومة وسيادة.
وفي الختام أشير إلی إن صرختي واستغاثتي ووصفي لحالتي ليس انقاذا لحياتي وإنما هيأن مناشدة للضمائر الحية لمنع انتهاک ابسط حقوق الانسان التي يتعرض اليها اللاجئين والمرضی في اشرف علی يد الحکومة العراقية.، وأن يسارع احرار العالم لمساندة المرضی في هذا المخيم و يقومون بتحطيم الحصارالجائر اللاإنساني المفروض علی اشرف.. تلبية لرغبات النظام الإيراني الدکتاتوري.
*من النساء المقيمات في مخيم أشرف للاجئين الإيرانيين في محافظة ديالی العراقية
زر الذهاب إلى الأعلى