مقالات

منطق الاستخفاف و الاستهانة بالقيم الانسانية

 

دنيا الوطن 
7/3/2016
بقلم:اسراء الزاملي
 من الغريب و العجيب جدا السماح لممثلي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بأن يلقوا کلمات و خطبا في أوساط و محافل دولية معنية بحقوق الانسان، ذلک إن هذا النظام وکما يعلم العالم کله موغل في التمادي بإرتکاب إنتهاکات واسعة النطاق فيما يتعلق بحقوق الانسان الی الدرجة التي تجاوزت کل الحدود.

إلقاء شخص نظير”جواد أردشير لاريجاني”، والذي هو وکما وصفته منظمات حقوق الانسان الايرانية”عراب الاعدامات”، کلمة في الدورة 31 لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف، يعتبر أمرا مثيرا للسخرية و الاستهجان و التهکم معا عندما دافع عن الاجراءات اللاإنسانية التي قامت بها السلطات الايرانية بإعدام کافة الرجال في إحدی القری الايرانية حيث قام بالاستهانة بالقيم و المبادئ الانسانية عندما أوضح بأن عدد المعدومين من رجال تلک القرية الکائنة في إقليم بلوشستان لم يتجاوز 6 أو 7 أشخاص و إنه لم يکن في تلک القرية سوی 5 بيوت، وکأنه يبرر الجريمة و يستصغر من شأنها عندما ترتکب بحق أفراد قليلين متجاهلا و ناسيا بأن القتل و الاعدام هو القتل و الاعدام لو تم إرتکابه بحق فرد واحد أو 1000 فرد.

لاريجاني الملطخة يداه بدماء الشعب الايراني، عندما يستصغر من شأن قرية مکونة من 5 بيوت و لايأبه لإعدام کافة رجال هذه القرية الصغيرة، فيجب أن نعلم في نفس الوقت إنه من نفس مدرسة النظام الذي قام بتنفيذ أحکام الاعدام بأکثر من 30 ألفا من أعضاء أو أنصار منظمة مجاهدي خلق ممن کانوا يقضون أحکاما بالسجن في عام 1988 تلبية لفتوی إجرامية من الخميني بأثر رجعي، وهو نفس النظام الذي تجاوز عدد الاعدامات في ظل رئيس يزعمون إنه إصلاحي و معتدل أکثر من 2200 حالة إعدام شملت کافة أطياف و شرائح و مکونات الشعب الايراني.

منطق لاريجاني هذا، هو منطق نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي لا و لم و لن يعترف بالقيم الانسانية و مبادئ حقوق الانسان برمتها، وإنه وعلی الرغم من توجيه 60 إدانة دولية ضده لإنتهاکاته الواسعة في مجال حقوق الانسان، فإنه يزداد قمعا و تعسفا ضد الشعب و يصعد في حملات الاعدام من دون أن يأبه للمجتمع الدولي و للقرارات الصادرة ضده، ولذلک فيجب أن يتفهم المجتمع الدولي و من هذا المنطلق دعوة السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية من أجل نقل ملف حقوق الانسان في إيران الی مجلس الامن الدولي بإعتبار هذا طهران غير جديرة أبدا بمراعاة حقوق الانسان وانها تزداد شراسة في إجراءاتها و ممارساتها القمعية التعسفية عاما بع عام.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى