مقالات

منتديات کروان عرب

 


 الحوار المتمدن
3/3/2014


بقلم: فلاح هادي الجنابي


التظاهرات الغاضبة للبختياريين في إيران إحتجاجا علی عرض برنامج تلفزيوني يسئ لهم و التي إجتاحت الکثير من المدن الايرانية و اسفرت عن مواجهات و إشتباکات بين المتظاهرين و القوات الامنية بمختلف أنواعها، والتي کان من المفترض أن تقوم السلطات الايرانية مواجهتها بالحکمة و تسعی لتصحيح الخطأ و الظلم الذي وقع علی البختياريين، فإنها و عوضا عن ذلک قامت بتنفيذ أحکام الاعدام بواحد و ثلاثين سجينا منذ إنطلاق تلک التظاهرات.

المراهنة علی القوة و القسوة و العنف کخيار وحيد و أمثل لمعالجة الامور و حل و حسم المشاکل و الازمات، هي طريقن النظم الشمولية و الاستبدادية التي لاتؤمن بالحرية و ترفض الديمقراطية و تتجاهل حقوق الانسان و المرأة، کما هو الحال مع النظام الايراني، وان إصرار السلطات الايرانية علی التمسک بخيار الاعدامات و ممارسة القسوة و العنف و القمع بمختلف أنواعه و سبله من أجل السيطرة علی الاوضاع في إيران، انما هو خيار فاشل و غير حکيم وان تمکنه من إسکات الصوت الهادر للشعب الايراني لفترة او لإشعار آخر، لايعني بالمرة أن المشکلة او الازمة قد تم حلها وانما هي باقية تحت الرماد کالجمر المتوقدة، وهي قد تندلع کنيران في أية لحظة مالم يتم حل الموضوع و معالجته بالطريقة و السبيل الامثل و المناسب.

حملات الاعدام التي تضاعفت منذ مجئ الرئيس الحالي للحکم، والتي باتت تثير القلق و الريبة في مختلف المحافل و الاوساط الدولية المعنية بحقوق الانسان، کانت ولازالت و ستبقی من ضمن المواضيع و المسائل بالغة الاهمية بالنسبة للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية إذ ان هذا المجلس الذي يمثل أنشط تيار معارض للنظام الديني في إيران قد دعا في بيان خاص له بمناسبة هذه الاعدامات المجتمع الدولي عامة و مجلس الامن الدولي و الولايات المتحدة و الاتحاد الاوربي و المدافعين عن حقوق الانسان في ارجاء العالم، الی العمل الفوري ضد الاعدامات الجماعية و العشوائية التي أخذت أبعادا غير مسبوقة في العام الجاري، مؤکدة بأن “استمرار وتوسيع العلاقات الاقتصادية والسياسية مع هذا النظام والتقاعس علی هذه الجرائم اللاانسانية تحت أي ذريعة ليس من شأنه الا تشجيع النظام علی التمادي في تصعيد الاعدامات الجماعية فيجب ايقافها.”، والحقيقة أن موضوع إحالة ملف حقوق الانسان في إيران حسن روحاني ومن سبقه في ظل هذا الحکم الکهنوتي ـ الراديکالي ـ الشمولي المتخلف و الرجعي و اللاإنساني، قد صار أمرا ملحا أکثر من أي وقت آخر من أجل إيقاف حملات الاعدام في هذا البلد و دعم و مناصرة حقوق الانسان و عدم السماح بالايغال في إنتهاکها.

 


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى