أخبار إيران

أزمة النظام الايراني المالية تصل إلی أذرعها الإعلامية في لبنان

 

 
 25/2/2017
 
أعلنت شرکة “فلک” التي تدير قناة العالم التابعة للنظام الايراني عن إقفال فرعها في لبنان وتسريح العاملين فيها، في خطوة تعکس الأزمة المالية التي تعيشها طهران والتي علی ما يبدو بدأت تؤثر علی أذرعها الإعلامية بالمنطقة.
وجاء قرار إغلاق فرع قناة العالم بعد أيام من ورود أنباء عن اضطرار قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني إلی تخفيض عدد العاملين بها لصعوبات مالية تواجهها.
وتباشر قناة العالم أعمالها في لبنان منذ عام 2002 دون ترخيص، ومنذ قرابة الأربع سنوات باتت تدار من قبل شرکة “فلک” التابعة للخارجية الإيرانية.
 
ويتراوح عدد العاملين فيها بين الـ25 و60 عاملا، وقد عمدوا بعد تبلغهم قرار وقف العمل إلی إحالة ملفاتهم إلی وزارة العمل من أجل تحصيل حقوقهم.
 
ويقول إعلامي لبناني إن إقفال مکتب قناة العالم في بيروت يکشف أنه لم يکن سوی “دکان إعلامي” لم يعد بمقدوره بيع بضاعته، بعد توقف الدعم المالي الإيراني.
 
ويعتبر الإعلام رکيزة أساسية في أجندة النظام الايراني التوسعية بالمنطقة، وقد استثمرت علی مدار الأعوام الماضية أموالا طائلة في هذا القطاع، وخاصة في لبنان الذي يسيطر عليه حزب الله الذراع العسکرية الأقوی لها علی الساحة العربية.
 
ولکن الأزمة المالية التي تشهدها، والمرجح أن تتفاقم في الفترة المقبلة في ظل التصعيد الجاري بينها وبين الولايات المتحدة الأميرکية، تدفع طهران إلی ترشيد نفقاتها.
 
وتنفق طهران النسبة الأکبر من ميزانيتها علی القطاع العسکري، فإلی جانب التصنيع وشراء الأسلحة، تدفع إيران رواتب العشرات من الميليشيات التابعة لها في کل من سوريا والعراق واليمن.
 
إقفال مکتب قناة العالم في بيروت يکشف أنه لم يکن سوی “دکان” لم يعد بمقدوره بيع بضاعته، بعد توقف الدعم الإيراني
 
وبطبيعة الحال ليست قادرة علی وقف تمويل ودفع رواتب هذه الميليشيات لأنها مصدر قوتها والأداة الرئيسية في تعزيز نفوذها وسيطرتها، ولکنها بالتأکيد ستبحث عن تقليص نفقاتها في باقي المجالات ومنها الإعلام، في ظل إدراک بأن المرحلة المقبلة ستکون الأخطر، حيث بات من الواضح أن الإدارة الأميرکية الجديدة جادة في وضع حد لنفوذها خاصة بسوريا والعراق.
 
وتدرس اليوم الإدارة الأميرکية إمکانية وضع قوات الحرس الإيراني التابع مباشرة إلی الولي الفقيه علي خامنئي في قائمة التنظيمات الإرهابية.
 
ومعلوم أن الحرس له استثمارات اقتصادية کبيرة في الداخل وفي الخارج، وله ارتباطات بشرکات کبری حول العالم، وإذا ما تم تصنيفه تنظيما إرهابيا، فبالتأکيد سيشکل ذلک ضربة مالية قاسمة لطهران. وبالتالي هي مجبرة علی تخفيض نفقاتها في قطاعات مثل الإعلام وغيره.
 
ويری البعض أن السبب المالي لا يشکل العامل الحاسم وراء قرار إيران بإقفال قناة العالم الناطقة باسمها في لبنان، بل يرجح أن تکون هناک عملية إعادة تموضع للإعلام الإيراني في المنطقة استجابة للتحديات الجديدة الذي ذکرناها آنفا.
 
وتشير بعض التقديرات إلی أن إيران تسعی مؤخرا وعلی الرغم من التصعيد الکلامي مع السعودية إلی إعادة ترتيب علاقتها بها، والبحث عن تسويات معها لأنها تعلم أن مسار التصعيد مع الرياض لن يصب في صالحها في هذه الفترة. وربما يکون إقفال قناة العالم عائدا إلی نهاية الدور الذي کان مناطا بها والذي کان يتضمن التحريض علی السعودية بشکل خاص.
 
ويقول المراقبون إنه ومهما کانت الدوافع، فإن قرار إقفال قناة العالم في لبنان هو نهاية استثمار إعلامي وسياسي وعقائدي لم يکن الغاية منه سوی تکريس الطائفية، وبث أخبار تضليلية تستهدف دول المنطقة.

المصدر:العرب

زر الذهاب إلى الأعلى