أخبار العالم

طفل سوري بکندا يتم اختياره لتمثيل أطفال العالم.. وترودو يفاجئه في أکثر لحظات حياته حرجاً


 
23/11/2017

طفل سوري من درعا مهد الثورة السورية، مثَّل أطفال العالم في مؤتمر عالمي تابع لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونسيف، وعبرت کلماته عن معاناة الأطفال في بلاده، ولکن هناک مفاجأة في انتظاره في هذه اللحظة التاريخية.
باسل الرشدان طفل سوري في الصف الدراسي السابعويبلغ من العمر 12 عام، وصل من درعا مع أسرته، في ديسمبر/کانون الأول 2015، إلی مقاطعة برنس إدوارد إيلان الکندية.
ومنذ لحظة وصوله أراد الطفل أن ينقل للمجتمع الکندي، ومن ثمَّ إلی العالم، قصة ومعاناة أطفال سوريا.
کان الرشدان يوصل رسالته هذه عبر البرامج والواجبات المدرسية، التي تعتمد في کندا علی أن يختار الأطفال قصصاً ويشرحونها من خلال الصور أو برامج الکومبيوتر.
وکان المشروع الذي اختاره في المدرسة بعنوان “رحلتي” أو my journy، تکلم فيه باسل عن رحلته، بدءاً من مغادرته سوريا 2013 إلی الأردن، وصولاً إلی کندا، وشرح فيها معاناته، وهي جزء من معاناة الأطفال السوريين.
وقد تم ترشيح باسل علی مستوی المقاطعة ليشارک مع أقرانه الکنديين في المسابقة المدرسية التي يترشح لها الأطفال من مختلف المقاطعات الکندية.

رحلته مع اليونيسف

تميز الطفل باسل دفع مرکز الهجرة والاستقرار في مقاطعة برنس إدوارد إيلاند الکندية إلی اختيار هذا الطفل وأسرته، لکي تقوم مجموعة من الشباب الممثلين لليونسيف بزيارتهم والتعرف عليهم ونقل قصتهم إلی اليونسيف.
وقال أمجد الراشدان، والد الطفل باسل، لـ”هاف بوست عربي”، إن الشباب تعرفوا علی باسل عن کثب، وصوروا له فيلماً، ونقل هذا الفيلم إلی اليونسيف، وتم توجيه دعوة إلی باسل لحضور المؤتمر من ضمن 7 أطفال ممثلين عن الطفولة في العالم، من الهند وبوروندي، والطفلة السورية نانسي جاءت من أميرکا، إضافة لباسل من کندا.

الکلمة التي ألقاها باسل في المؤتمر

يقول أمجد إن ابنه وجّه مع الطفلة السورية نانسي القادمة من أميرکا رسالةً إلی العالم کله، کان مضمونها: “نحن أطفال العالم ومستقبل هذا العالم، وعلی الجميع أن يسمع صوتنا، بداية من الأسرة وصولاً إلی المجتمع وإلی الجهات المسؤولة في کل العالم، وأن أي طفل بالعالم له حقوق يجب أن يتمتع بها، کحقه في العيش بأمان والتعليم والصحة، وحقه في التمتع بطفولته”.
وأشار في کلمته إلی وجود 6 ملايين طفل سوري، سواء في داخل سوريا أو خارجها لا يتمتعون بحقوق الطفل، ومعاناتهم کبيرة جداً؛ إذ يفتقد الکثير منهم إلی المأوی والتعليم والصحة والتغذية، إضافة إلی افتقاد العيش بسلام.

اتصال جاستن ترودو بباسل

أثناء تواجد باسل ووالده في المؤتمر باليونيسف، طلب منهم الدخول إلی الاستوديو لإجراء حوار.
يقول أمجد الرشدان إنه کان علی علم بأن رئيس الوزراء جاستن ترودو سيتصل بباسل، ولکن لم يتم تحديد الوقت، ولم يتم إخبار باسل بذلک، لأنه ربما قد لا يتصل ترودو.
وکانت وجهة نظر الوالد أنه الأفضل ألا يخبر ابنه باسل، لکي لا يصاب بخيبة أمل إذا لم يتصل رئيس الوزراء الکندي.

مفاجأة کبيرة

کان الاتصال علی الهواء مباشرة من قبل رئيس الوزراء الکندي جاستن ترودو مفاجأة کبيرة للطفل باسل، وقد سأله تردو متی سيکون موعد کلمته، وقال له سيکون لنا لقاء بکندا قريباً.
ويقول باسل لـ”هاف بوست عربي”، إنه تفاجأ کثيراً باتصال ترودو، “کنت أتمنی لو أخبروني بالأمر قبل فترة، حتی أتهيأ وأعد الکلام المناسب للحوار معه، ولکنهم فاجأوني”.
وکان باسل قد تکلم باللغة الإنکليزية بطلاقة أثناء المکالمة، نتيجة لاختلاطه بالمجتمع الکندي، إضافة إلی التعلم بالمدرسة.

من حق الأطفال العيش بسلام

يقول باسل “لم أکن أتخيل أني سأقوم بتمثيل أطفال العالم في مثل هذا المؤتمر العالمي، وشعرت بالارتباک، إضافة إلی کبر المسؤولية علي، ويجب أن أمثل طفولة العالم بما تستحقها”.
وأضاف: “کان لا بد أن أنقل للعالم صورة عن معاناة أطفال سوريا، والوضع الصعب الذي يعيشون فيه، لکي أحثّ الجهات المسؤولة في العالم کله علی تقديم المساعدات الضرورية لأطفال سوريا، وأن ترجع سوريا مثلما کانت، وأطفالها يعيشون بسلام مثل أطفال العالم، ورسالتي إلی العالم کله: أنقذوا الأطفال من العيشة المرعبة التي يعيشون فيها، فمن حقهم أن يتمتعوا بطفولتهم، وأن يعيشوا في ظروف أفضل من التي يعيشونها اليوم”.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى