أخبار إيران

جدل في إيران حول “اتفاق سري” مع وکالة الطاقة الذرية


 

العربية.نت
25/7/2015


يدور جدل في إيران حول “اتفاق سري” بين إيران والوکالة الدولية للطاقة الذرية، حول تسوية قضية “الأبعاد العسکرية المحتملة” للبرنامج النووي الإيراني.
وأثير الجدل حول هذه القضية بعد أن قام السيناتوران الجمهوريان، توم کاتن ومايک بومبيو، بالکشف عن وجود اتفاقيات “سرية” تتعلق ببرنامج إيران النووي.
وطالب نواب من الکتلة اليمينية الأصولية في مجلس الشوری الإيراني، توضيحات من وزارة الخارجية حول هذه الاتفاقات السرية مع الوکالة.
ووفقا لما ذکرته وکالة “فارس”، قال النائب مجتبی رحمان دوست، إنه “لا يحق للحکومة أن تعقد اتفاقيات سرية مع الغرب فيما يخص البرنامج النووي الإيراني”.
کما قال النائب عيسی دارائي، إن “أي اتفاق وراء الکواليس مرفوض”، متسائلا: لماذا يجب أن نعرف بوجود “بنود سرية ” من نواب الکونغرس الأميرکي؟
وبحسب وسائل إعلام أميرکية، فقد کشفت البيانات الصحافية التي أصدرها النائبان، الأربعاء، عن أن الاتفاقيات تضمنت “موقع بارتشين العسکري”، و”الأبعاد العسکرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني”.
ونقلت صحيفة “ذا هيل” الأميرکية، عن السيناتور بومبيو قوله، إن “هذا الاتفاق هو الأسوأ بين اتفاقيات ما خلف الکواليس، فهو يسمح لإيران بالاحتفاظ ببرنامجها النووي، وبرنامجها الصاروخي، والرهائن الأميرکيين، والشبکة الإرهابية، إلا أن إدارة أوباما لم تعلن عن اتفاقين جانبيين”.
وأکد أن “هذا الأمر لا ينتهک قانون مراجعة الاتفاق النووي الإيراني فحسب، بل ويطلب من الکونغرس الموافقة علی اتفاق لا يقدر علی مراجعته”، مشيرا إلی أن “عدم الکشف عن محتوی الاتفاقيات الجانبية يطرح سؤالا مفاده: ماذا تخفي إدارة أوباما؟”، داعيا زملاءه في الکونغرس إلی المطالبة بالاطلاع علی الاتفاق الکامل، وعدم الموافقة علی اتفاق ليسوا علی علم کامل به.
أما کوتون فقال: “يجب أن يکون تقييم هذا الاتفاق مستندا إلی حقائق ثابتة ومعلومات کاملة، ونحن الآن نکتشف أنه يتم الإبقاء علی سرية أجزاء من هذا الاتفاق الخطير، ما يجعلنا نتساءل: ما العناصر الأخری التي ربما تکون سرية ولا تخضع للرقابة العامة”.
وفي نفس السياق، أکدت مستشارة الأمن القومي الأميرکية، سوزان رايس، بوجود ما يسمی “اتفاقيات جانبية” بين إيران والوکالة الدولية للطاقة الذرية.
وأشارت رايس، في مؤتمر صحافي، عقد الخميس، بالبيت الأبيض، إلی أن الاتفاقيات تدور حول ما قدمته إيران من بيانات بشأن الأبعاد العسکرية السابقة لبرنامجها النووي. وأوضحت أن “الاتفاقيات المبرمة بين إيران ووکالة الطاقة الذرية غير معلنة، لکن الإدارة الأميرکية أُبلغت بمحتواها، وسيتم إطلاع أعضاء الکونغرس عليها في جلسة مغلقة”.
وأکدت رايس أن “الإدارة الأميرکية راضية عن تلک الاتفاقيات”، مشيرة إلی أنه “ليس سرا أن إيران والوکالة الدولية للطاقة الذرية قامتا بالتفاوض بشأن اتفاق حول الإمکانيات العسکرية المتعلقة بالأنشطة النووية”.
وقالت مستشارة الأمن القومي الأميرکية إن “هذه المسألة ظلت قضية مثارة دائما بين إيران ووکالة الطاقة الذرية، وکانت إحدی العقبات أمام المفاوضات بشأن اتفاق إيران النووي”.
ردود فعل الحکومة الإيرانية
في ردود فعل الحکومة الإيرانية علی هذه القضية، قال ممثل إيران لدی الوکالة الدولية للطاقة الذرية، رضا نجفي، إن الاتفاقيات بين إيران والوکالة الدولية ليست جزءا من اتفاق برنامج العمل المشترک الذي تم التوصل إليه بين إيران ودول الـ5+1، لذلک فإن تسمية “ملحق سري لاتفاق برنامج العمل المشترک يعد خطأ”.
ووفقا لوکالة “فارس”، فقد أکد نجفي أن “الجانبين وقعا علی اتفاق يعد خارطة طريق وفق مرحلة زمنية محددة لإيجاد حلول للمشاکل العالقة، يتضمن مواضيع ذات جوانب تقنية تعد سرية الطابع”، محذرا في الوقت نفسه من “مغبة الکشف العلني عن هذه الإجراءات من قبل أي طرف ما يترک تأثيرات سلبية للغاية علی تنفيذها”.
وفي نفس السياق، رفض رئیس منظمة الطاقة الذریة الإيرانية، علي أکبر صالحي، أن يکون هناک برنامج منفصل لتفتیش موقع بارتشین العسکري بحسب ما تم تسريبه عن فحوی الاتفاق السري بين إيران والوکالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقل الموقع الإلکتروني لمجلس الشوری الإيراني عن صالحي، الجمعة، قوله إنه “لیس هناک اتفاق منفصل، بل هناک تفاهم تم التوصل إلیه مع الوکالة الدولیة للطاقة الذریة، ویتم بموجبه التعاطي مع موقع بارتشین”، وإن “المجلس الأعلی للأمن القومي الإیراني علی علم بهذه التفاهمات”.
يذکر أن المدیر العام للوکالة الدولیة للطاقه الذریة، یوکیا أمانو، قد تحدث عقب الإعلان عن الاتفاق النووي وخطة العمل المشترکة الشاملة بین إیران ودول الـ1+5 في فیینا، عن التوصل إلی اتفاق مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أکبر صالحي، حول خارطة طریق لحل قضية الأبعاد العسکرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني، دون الإفصاح عن ماهية الاتفاق.

زر الذهاب إلى الأعلى