مقالات

يوم الکذب العالمي

 

کتابات 

4/7/2016


بقلم: منی سالم الجبوري

 منذ أعوام طويلة، يقوم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية سنويا في آخر يوم جمعة من شهر رمضان، بالقيام بما يسميه”يوم القدس العالمي”، حيث يقيم مراسيم”خطابية حماسية”،
دفاعا عن قضية القدس و هذا الاحتفال الذي إنبهر و إنخدع به قطاع عريض من الشارعين العربي و الاسلامي و ظنوه جهدا صادقا علی طريق العمل من أجل تحرير هذه المدينة المقدسة و خلاصها من يد الکيان الصهيوني، لکن ماقام و يقوم بتنفيذه هذا النظام من مخططات مشبوهة ضد الدول العربية و الاسلامية، تثبت حقيقة أخری مخالفة تماما لما يدعيه.

هذا النظام الذي يقيم هکذا مهرجان خطابي حماسي(نظري 100%) من أجل القدس، فإنه يقوم بتنفيذ مخططات مختلفة عملية 100% تستهدف الامن و الاستقرار في بلدان المنطقة بما فيه دولة فلسطين التي تعاني بفضل مخططاته الخبيثة من إنقسام و إختلاف لا و لم و لن تتمکن إسرائيل من تحقيقه، لکن هذا النظام الذي دخل بشعارات طنانة و رنانة کاذبة علی العرب و المسلمين عموما و الفلسطينيين خصوصا، حقق أکبر شرخ في الجسد الفلسطيني بفعل مخططاته المشبوهة التي يهدف من ورائها لتحقيق أهدافه المبيتة التي لاعلاقة لها لا بالقدس ولا بالقضية الفلسطينية.

في الوقت الذي يقيم فيه هذا النظام هکذا إحتفال مشبوه، فإن العرب و المسلمون يرون بأم أعينهم ماذا يفعل بحق شعوب سوريا و العراق و اليمن و لبنان و البحرين و بقية شعوب المنطقة عندما يصدر إليها أفکاره المسمومة ليعمل علی بث الخلاف و الانقسام و التناحر فيما بينها، والانکی و الاکثر إثارة للسخرية و التهکم، إن هذا النظام وفي الوقت الذي يرفع عقيرته بشعارات الوحدة الاسلامية و يدعو کذبا الی التقريب بين المذاهب و يحتفي بيوم القدس العالمي، فإنه بنفسه من قام بزرع بذور المواجهة الطائفية في العراق و سوريا بصورة خاصة، ولو کان هذا النظام يهمه القدس و القضية الفلسطينية حقا لما کان يجدر به أن يعمل علی زرع الفرقة و التناحر بين الفلسطينيين خصوصا و شعوب المنطقة عموما.

المثير للسخرية، إنه لايزال هنالک من يصدق بهذه المسرحية الفجة التي يعيدها هذا النظام کل سنة، متجاهلين أو متغافلين بإن الشعب الايراني نفسه لم يعد مقتنعا بها، وهاقد رأی العالم بأم عينيه يوم الجمعة الماضية و عقب التظاهرات المفتعلة للنظام في مدينة أصفهان ثاني أکبر مدينة في إيران، کيف إن المتظاهرين إنقلبوا علی النظام و علی المسرحية نفسها عندما رددوا شعارات مناهضة منها: “اترکوا سوريا وفکروا بنا نحن”، هذا الی جانب إنه من المفيد أن نذکر ماقد ردده المتظاهرون في نفس اليوم من عام 2009، “لا لغزة ولا لبنان روحي فداک إيران”.

الخطر الذي شکله و يشکله هذا النظام المراوغ و المخادع و الخبير بکل أنواع الدجل و التدليس، هو أکبر خطر يواجه المنطقة کلها بل و حتی صار خطرا علی القضية الفلسطينية نفسها بعدما شق وحدة الصف الفلسطيني و جعلها تبدو في أضعف حالاته، وهنا نسأل: من الذي يستفيد من الفرقة و الانقسام في الصف الفلسطيني؟ وأسئلة أخری کثيرة تبين بأن هذا النظام هو فعلا کما قالت زعيمة المعارضة الايرانية بؤرة و مصدر الاوضاع السلبية في المنطقة کلها ولا أمن ولا إستقرار طالما کان باقيا، وإننا لانری في هذا اليوم الذي سماه کذبا و لأهداف و غايات خاصة بيوم القدس العالمي سوی(يوم الکذب العالمي)لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى