أخبار إيرانمقالات

تظاهرات باسارغاد ” امتداد للربيع الايراني“

31/10/2017


الدکتور سفيان عباس التکريتي 


 

مما لا شک فيه ان الشعب الايراني  کان سباقا في ثوراته واحتجاجاته ضد الانظمة الدکتاتورية وله تاريخه المشرف الذي سطره بدماء الوطنيين  الاحرار منذ مطلع القرن العشرين وما زال يرفد مسيرة العمل الوطني بالدماء الزکية من أجل درء الظلم والاستبداد والعبودية والقهر التي مارستها الفاشية الدينية الحاکمة في قم.
 لقد بدأ ربيعه عام 2009 وقدم التضحيات الجسام ولم يستکن او يلين بل استمر في مقارعة الطغيان الديني المتخلف بالرغم من القمع الدموي , واليوم تخرج الآلاف المؤلفة بمظاهرات عارمة في باسارغاد  ضمن محيط مقبرة کورش الکبير وهي امتداد للربيع الايران وتنبأ بالمفاجأة المرعبة للنظام من خلال هذا الحشد الکبير للشعب الايراني بمختلف اطيافه وان امتدادها لباقي مدن ايران جعل من النظام يکثف اجراءاته الجنونية والوحشية ضد المتظاهرين.
 اعتقد جازما انها بداية النهاية التي تتوافق مع المتغيرات الدولية وخصوصا منها الامريکية بعد رفض الاتفاق النووي وفرض مزيدا من العقوبات علی النظام وحرس خميني وما يسمی حزب الله اللبناني وبقية الميلشيات الايرانية في العراق وسوريا واليمن.
 فالشعب الايراني حسم امره هذه المرة من اجل الخلاص مهما کلفه من تضحيات وان مظاهرات باسارغاد والمدن الايرانية الاخری سوف تکون المحطة الاخيرة من نضال هذا الشعب المکافح وطلائعه التحررية من المعارضة الباسلة.
 ان الاجراءات القمعية التي اتخذها النظام ضد المتظاهرين في محيط کورش الکبير تأتي انتهاکا صارخا للعهود الدولية ومواثيقها التي اقرت حرية التعبير والتظاهر واعدتها اضطهادا لأسباب سياسية وفکرية.
وهذا يعني ان تلک الاجراءات علی وفق احکام القانون الجنائي الدولي تعتبر جريمة دولية تخضع بالضرورة الی مبادئ النظام الاساسي للمحکمة الجنائية الدولية وتحديدا ما جاء في المادة السابعة کونها جريمة ضد الانسانية.
 فأن النظام قد اصابه الکهول والشيخوخة ولم تعد اجراءاته الدموية ضد الشعب نافعة او يتمکن من خلالها المضي قدما في حکمه القمعي المتخلف, لعل مظاهرات الشعب الايراني الجديدة فرضت نفسها علی مجريات الاحداث داخل ايران واسهمت في زيادة وتيرة الصراع بين ازلام النظام وهذا واضح من تصريحات خامنئي وبقية رجالات الدين  المتنفذين اضافة الی رعب اجهزته الوحشية التي اصبحت  مهزوزة وغير قادرة علی مواجهة الشعب الثائر الذي کسر حاجز الخوف حيث راحت هتافات المتظاهرين تعلو اعالي السماء ”الموت لولاية الفقيه “ هذا تغيير نوعي في عناصر الصراع مع الفاشية الدينية.
يبدو ان النظام وصل الی نهايته الحتمية وان غضب الجماهير المنکوبة والمحرومة وتحديدا المنهوبة اموالهم من قبل السلطة الفاسدة قد حطت رحالها للانتقال الی العهد الجديد الذي تقوده المقاومة الايرانية.
ان الشعب الايراني اثبت انه شعب لا يقهر ولا يمکن للطغاة الاستمرار في تدمير حاضره ومستقبله.

زر الذهاب إلى الأعلى