أخبار إيرانمقالات

تحوّل کبير علی الأبواب

 

الکون نيوز
15/11/2017
بقلم: عبدالرحمن مهابادي

 

 

في هذه الأيام نشهد في مختلف وسائل الإعلام في بلد الشرق الأوسط موجة من الکتابات والخطب التي تشير فيها إلی التحول الکبير الذي علی الأبواب، وأسبابه أيضا الأحداث الأخيرة في هذه المنطقة من العالم ومحورها إيران، و من هذه الأحداث استقالة رئيس الوزراء اللبناني ، و الهجوم الصاروخي من الأراضي اليمنية علی الأراضي السعودية ، وهجوم الحشد الشعبي الدامي التابع للنظام الإيراني في العراق علی إقليم کردستان العراق واتفاقات الحکومات لطرد حزب الله من سوريا الی جانب الکشف وثائق تعود إلی علاقات النظام الإيراني و جماعة القاعدة الإرهابية.

و عندما نسلط الضوء علی ما ذکرناه آنفاً من التطورات نری بأن هناک من يساوره القلق ولکن الکثير متفائلون تجاه هذا التحول الکبير، کما هناک نخبة أخری تقدموا أکثر في هذا المجال ويقولون بأننا يجب أن نعد أنفسنا ردا علی سؤال عما ينبغي عمله؟

لا شک أن سبب تفاؤل هذه الفئة من الناس إزاء هذه التطورات في هذه المنطقة من العالم و هم يمثلون أغلبية شعوب المنطقة يعود الی أنهم ضاقوا ذرعاً من بقاء هذا الحکم في إيران لتحملهم خسائر فادحة من النظام أو فقدوا فلذات أکبادهم نتيجة تدخلات هذا النظام في شؤونهم الداخلية أو تأثرت حياتهم بهذا السبب مباشرة أو غير مباشرة .

إن معاداة نظام الملالي الحاکم في إيران، البلدان العربية و السعودية بالذات لها قصة طويلة تعود قضيتها إلی 1979بعد استغلال خميني الظروف المتاحة الموجودة بعد الثورة الشعبية في إيران ضد نظام الشاه و أول ما قام به تهديد البلدان العربية و بدأً بالعراق. ثم قام نظام الملالي بتشکيل و تعزيزجماعات إرهابية في أکثر البلدان العربية أبرزها حزب الله في لبنان .. نعم هناک هکذا خلفية في تدخلات النظام الإيراني في هذه البلدان .

بعد إعلان الولايات المتحدة استراتيجيتها التي تتمرکز علی تغيير النظام في إيران الذي يمثل نضج سياسة الرئيس دونالد ترامب خلال عام من ادارته ، صادق الکونغرس الأميرکي يوم 25أکتوبر2017 علی ثلاثة قوانين رئيسية تستهدف حزب الله ، . وفي وقت لاحق بعد يوم من کشف نوايا لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ، أعلن استقالته يوم 4 نوفمبر – تشرين الثاني احتجاجاً علی تدخلات نظام الملالي في لبنان حيث صرح بأن ” آينما حل النظام الايراني حل الخراب والدمار والفتن “ و أضاف قائلاً : ” نحن نعيش اجواء شبيهة بالاجواء التي شابت قبل اغتيال والدي الرئيس رفيق الحريري’. وتحدث عن اجواء ‘في الخفاء لاستهداف حياته’. “.. و في السياق نفسة صرح ” ثامر السبهان “ وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج مساء يوم الإثنين 6 / نوفمبر 2017 في مقابلة أجرتها معه قناة العربية التلفازية قائلا : ” ما قام به حزب الله إعلان حرب ضد السعودية “ کما أعلنت وزارة الخارجية الأميرکية في بيانها حول أحداث لبنان بأنها تعتبر سعد الحريري شريکها القوي .

هذا وفي حدث مهم آخر استهدف عملاء النظام الإيراني يوم 11/ نوفمبر من الأراضي اليمنية عاصمة السعودية بهجوم صاروخي حيث وصف وزير خارجية السعودية في لقائه مع قناة ” سي إن إن “ بأنه ” محاولة عدائية “ و ” عمل حربي “ بواسطة النظام الإيراني ضد السعودية بالذات و قال: « إن الصاروخ الموجّه علی السعودية کان للنظام الإيراني تم اطلاقه بواسطة حزب الله ومن الأراضي اليمنية تحت إحتلال الحوثيين .. حيث نعتبره ” عملا حربيا “ . کما أدان الرئيس الأميرکي ترامب خلال جولته الآسيوية يوم الأحد 4/ نوفمبر مباشرة بعد الهجوم الصاروخي قائلاً : « أنا اعتقد أن النظام الإيراني يشن الهجوم علی السعودية وليس إلا ».

و حسب قناة العربية التلفازية في اللقاء بين الرئيس ترامب و بوتين في فيتنام ، اتفق الطرفان علی أن لايکون مکان في سوريا لبشارالأسد وميليشيات إيران کما أکدت سلطات وزارة الخارجية الأميرکية بهذا الصدد أنه لا يجوز بقاء القوات الأجنبة في سوريا و هذه إشارة واضحة إلی النظام الإيراني بالذات .

إذن هناک إجماع إقليمي و دولي حول التحولات الأخيرة غير المسبوقة ، إن المجتمع الدولي قد وصل الی قناعة بأن الفاشية الدينية الحاکمة في إيران تمثل مصدر الإرهاب و إثارة البلبلة في المنطقة و العالم .

و السؤال الذي يطرح نفسه هنا أنه لماذا يقوم النظام الإيراني بهذه الأعمال الشريرة ؟ ما هي التحولات المقبلة التي تخوف هذا النظام ليقوم بهذه المحاولات ؟ و لا شک أن هذا النظام يعلم بنتائج أفعاله الشريرة کما نقرأ في جرائد نفس النظام بأنه ” بعد الرياض ، ستکون دبي الهدف التالي للصواريخ! “ ؟

لاشک ، لقد اقترب نظام ولاية الفقيه من نهاية عمره حيث يشعر بانتهائه هو قبل غيره وهذا هو التطور الذي يتوقعه الجميع ، لکن هناک حقيقة و هي أن هذا التطور لم يحصل تلقائياً کما لن يؤدی إلی النتيجة عشوائياً وإنما هناک مقاومة للشعب الإيراني التي خاضت المعارک والأحداث و واجتازت اختبارات صعبة جداً وقدمت 120ألفا ً من الشهداء في هذا الدرب حيث تکون حالياً علی مشارف الهدف لتثمر هذه المقاومة إذ إن القضاء علی هذا النظام لا يتيسر إلا من خلال هذه المقاومة و ليس إلا .

إذاً ، الطريق الوحيد لخلاص المنطقة من هذا النظام الوحشي ، دعم المقاومة الإيرانية و الشعب الإيراني و التي تتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بزعامة السيدة مريم رجوي .

*کاتب و محلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

زر الذهاب إلى الأعلى