أخبار إيرانمقالات

الخيار الذي سيرضي جميع الاطراف

 


سولابرس
25/12/2017

بقلم : صلاح محمد أمين

 

نظام الجمهورية الايرانية الذي بني في الاساس علی الکذب و الدجل و القمع و تصفية و إقصاء الاخر، حاول دائما إستغلال کل الاساليب و الطرق المختلفة في سبيل ترسيخ حکمه الاستبدادي، وسلک نهجا خاصا إعتمد علی اللف و الدوران و الضبابية المفرطة کي يحقق أهدافه و غاياته المنشودة، وان مسرحية الاعتدال و الاصلاح التي بدأ بعرضها منذ أيام إنتخاب الراحل رفسنجاني کرئيس للجمهورية و رکز عليها في عهد خاتمي، لکنه و خلال فترة روحاني”حيث ساءت أوضاع النظام کثيرا” صار يطبل و يزمر لها بکل قوته و بشکل غير معهود، إلا أن الشئ الذي يجب هنا ملاحظته و اخذه بنظر الاعتبار هو أن الشعب الايراني بصورة خاصة و العالم أجمع بصورة عامة، لم يقبض شيئا من مزاعم و دعاوي الاصلاح و الاعتدال في ظل هذا النظام سوی الکلام و الوعود و التنظير، ولهذا فإن الذين ينتظرون خيرا و إصلاحا من هذا النظام انما يعيشون وهما و يلهثون خلف سراب و اوهام ليس إلا، لکن الذي يجب الانتباه إليه جيدا هو إن النظام يمر بفترة حرجة و أوضاع صعبة جدا داخيا و إقليميا و دوليا ولذلک يحاول من خلال اللعبة التي يقوم بها روحاني الخروج بالنظام من هذا المأزق و المطب الخطير.
النظام الايراني الذي يعلم الشعب الايراني قبل العالم کله، أنه نظام لايمکن أبدا أن يسمح بأي متنفس او مجال للتحرک بالاتجاهات الاخری، يتوجس ريبة من أي تحرک مضاد مهما مکان لونه او شکله او مضمونه، يواجه في هذه المرحلة الحساسة جملة خيارات تسير معظمها بإتجاهات في غير صالحه، خصوصا وان الاحتجاجات الشعبية ضده تتصاعد بصورة غير مألوفة بإعتراف النظام نفسه الی جانب أن المعارضة الايرانية الفعالة و المؤثرة و المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية و طليعتها منظمة مجاهدي خلق، صارت تلعب دورا کبيرا علی صعيد الساحة الايرانية و باتت تفرض خياراتها و منطلقاتها و هذا مايثير هلعا و رعبا في داخل اوساط النظام و يدفعها لأخذ الاستعدادات و الاحتياطات غير المسبوقة من أجل درء الخطر الکبير القادم من هذه المنظمة التي سبق لها وان أسقطت عرش الطاووس، إذ أن منظمة مجاهدي خلق و بعد أن أعلنت في بدايات سيطرة التيار الديني المتشدد علی مقاليد الامور في إيران، رفضها لمشروع نظام ولاية الفقيه و لم تقبل به علی الرغم من کل العروض المغرية التي قدمت لها، ولما رفضت المنظمة الاغراءات المشبوهة فإن النظام لجأ الی لغة الترهيب و القوة، لکن فات النظام أن هذه المنظمة سبق لها وان جابهت نظام الشاه و لم تنصاع او تستسلم لکل الضغوط و الممارسات الارهابية التي مارسها الشاه ضدها، ولذا فإن المنظمة أصرت علی موقفها الحدي الرافض لذلک المشروع الفکري ـ السياسي الذي الممهد لدکتاتورية جديدة تحت ظل الافکار الدينية المسيسة، ولذلک فإن أکثر شئ يرعب النظام هو هذه المنظمة بإعتبارها بديلا سهاسيا ـ فکريا قائما له ولاسيما وهو يمر بمرحلة صعی و حرجة تشير معظم التوقعات بأنها المرحلة النهائية له.
ماقد قام و يقوم به روحاني وکذلک الدعايات و المزاعم المبثوثة حوله، تهدف کلها وفي خطها العام الی التقليل من قوة دور و تواجد منظمة مجاهدي خلق في ساحة المواجهات، وان هذه المنظمة التي أکدت مرارا و تکرارا من أنه ليس هناک من حل إلا بإسقاط النظام فقط، حيث أن بقائه و استمراره يعني إستمرار حبل الکذب و الدجل و الکذب و التحايل، وان علی المجتمع الدولي أن يعلم جيدا بأن روحاني ليس إلا دمية أخری من دمی النظام يتم إستخدامه لدفع الاخطار و التهديدات القائمة إلا أن العمر الافتراضي لهذا النظام المخادع قد إنتهی و ليس هنالک أمامه سوی خيارين وهما: ترک الساحة بهدوء و اعلان فشلهم و الانسحاب من اللعبة السياسية، أو المواجهة الی النهاية و التي لن تکون لصالحه أبدا، ومن هنا، فإنه ليس هناک من حل عملي و واقعي إلا بإسقاط النظام و إحلال الحکومة الديمقراطية الحرة في مکانه، وهو قطعا بالحل و الخيار الذي يرضي الجميع وهو في نفس الوقت الحل و الخيار الافضل و الاجدر لأکثر من مشکلة ليس في إيران فقط فحسب وانما في المنطقة و العالم أيضا.

زر الذهاب إلى الأعلى