أخبار إيرانمقالات

من يقتل الشعب السوري؟!

 


13/10/2017
عبد الرحمن مهابادي کاتب ومحلل سياسي


بعد مضي حوالي 7سنوات علی الثورة في سوريا، لاتزال الاوضاع في سوريا علی سابق حالها متمثلة في المواجهة بين الشعب و الدکتاتور الحاکم في بلادهموالذي لاشک فيه أنه لو لم يکن هاک من دعم النظام الإيراني  غير المحدود لکان قد سقط الأسد خلال أشهر و إنتصر الشعب السوري. غير إن التدخل الايراني صار عاملا لقتل الشعب و إستمرار ذلک حتی اليوم و خلال ذلک فرض داعش وجوده.
حسب الأنباء المنتشرة ارتکبت ميليشيات الأسد المجرمة يوم 26/سبتمبر-أيلول 2017 مجزرة جديدة في منطقة وادي العذيب شرق حماه، مما أدی إلی مقتل حوالي 100مواطن بينهم عدد من النساء والأطفال (قناة أورينت 26/سبتمبر-أيلول) .
و قال أحمد الحمودي رئيس مجلس القيربات : « تزامنا مع الاشتباکات في القيربات  حاصرت قوات نظام الأسد  هؤلاء النازحين الذين کان عددهم في البداية 8000مواطن في هذه الصحراء حيث قتلت أکثر من 80 من المحاصرين أثناء الفرار. هناک أخبار أخری تتحدث عن القيام بحوالي 1500هجوم متوالي من قبل القوات الروسية و الأسد خلال 11يوما ضد المناطق السکنية لهذه المحافظات .
هذا و أفادت ”هيومن رايتس ووتش “ يوم 1/ أکتوبر –تشرين الأول عن قيام فرقة الفاطميين التابعة لحرس النظام الإيراني بإستخدام الأطفال الأفغان المهاجرين الساکنين في إيران في أعمار14سنة  لآتون الحرب في سوريه علی  الرغم من  حظر استخدام الأطفال تحت سن15عاما في الحرب باعتباره جريمة حرب.
يقول مايکل بريجنت الخبير البارز في مؤسسة ” هادسن“ و العائد أخيرا من العراق:
« لقد تمکن النظام الإيراني من  الوصول إلی سوريا عبر ثلاثة محاور، محورين من بغداد، والثالث عن طريق الموصل التي تحررت أخيرا من ” داعش» و أضاف قائلا: ” هناک دور حيوي للشرطة العراقية التي تعمل بأمرة وزارة الداخلية في العراق و قوات في الجيش العراقي الی جانب الحشد الشعبي، في عمليات نقل قوات الحرس الإيراني لإيصال التجهيزات والأشخاص إلی سوريا “ .
بحسب مايقول المراقبين لحقوق الإنسان في سوريا، کان شهر سبتمبر 2017أکثر الشهور دموية في هذه السنة حيث سقط علی أقل تقدير 3000قتيل بينهم 955مواطن مدني من بينهم جثامين 207طفل سوري. حسب الإحصائيات المعلنة لحد الان هناک 500ألف قتيل وحوالي 14مليون مشرد معظمهم من النساء و الأطفال.
لم يبقی هناک من شک في حقيقة أن المسبب الرئيس للجرائم في سوريا، الدکتاتورية الدينية في إيران و التي قامت بکل ما بوسعها  من أجل دعم الدکتاتورية السورية ماديا ولوجستيا من خلال  صرف الميليارات من الدولارات سنويا، والسبب الرئيس في هذا الدعم يکمن فقط في تخوف النظام الإيراني من سقوطه ليس إلا.
کما أعلن علي خامنئي يوم 18حزيران 2017قال: « لو لم يقاتل حرس النظام في سوريا لکان علينا القتال في المدن الإيرانية » کما قال خامنئي يوم 18حزيران : ” لو لم نقف بوجه العدو في سوريا لکان لزاما علينا أن نتصدی لهم في طهران و فارس و خراسان و إصفهان “ .
کما قال الملا حسن روحاني يوم 8/فبراير /شباط 2016: « لو لم يصمدوا قادتنا البواسل في بغداد وسامراء والفلوجة والرمادي ، ولو لم نقدم الدعم في دمشق وحلب للحکومة السورية لما کنا ننعم بالامن و نتمکن من إجراء المفاوضات بهذه البساطة'”
کما أکد المجرم الملا علي سعيدي  ممثل خامنئي في فيلق الحرس يوم 13/سبتمبر –أيلول2016قائلا:
« إن حماية بشارالأسد الخط الأحمر لنظام الملالي  في سوريا » .
واعتبرولايتي وهو مستشار خامنئي في يوم 19/ديسمبر –کانون الأول 2015 المعافظة علی بشار الأسد والحکومة السورية الخط الأحمرلنظام الملالي في سوريا قائلا: « الشعب السوري لايستطيع أبدا أن يجد مثل الاسد وفيا له» . في نفس هذا الوقت أکد الحرسي جعفري قائد فيلق الحرس وفي إشارة إلی مقتل الحرسي ” همداني“ في سوريا قائلا: ” لو لم يقتل همداني في سوريا لسقط نظام الأسد قبل عامين أو3أعوام ولا شک أن هذا الأمر کان سيؤثر مباشرة علی أمننا.
کما قال الحرسي ” شمخاني“ السکرتير للمجلس الأعلی للأمن القومي للنظام الإيراني يوم29ديسمبر2014:
« لولم نقاتل في العراق وسوريا، فعلينا أن نقدم دماء في سيستان وآذربيجان وشيراز وإصفهان». هذا وکتبت وسائل إعلام النظام الإيراني يوم 6/أکتوبر –تشرين الأول 2015 : « في بداية عام 2013کان الإرهابيون (إقرأوا الجيش السوري الحر) علی وشک الانتصار حيث استطاعوا من تضييق الحصار والتقرب من قصرالرئاسة السوري في دمشق ليسيطروا عليه کما اعتبر بشارالأسد بأنه قد قضي الامر وکان في صدد مغادرة سوريا متجها إلی بلد آخر» .
إن هذه الاعترافات التي تشکل نماذجا ضئيلا مما يذعن به أزلام النظام الإيراني ، خير دليل علی أنه ما دام يتواجد حرس النظام وميليشباته في سوريا تستمر أزمة سوريا فعليه إن أول خطوة ضرورية لإحلال السلام والاستقرار والهدوء في سورية قطع دابر نظام الملالي من هذا البلد وطرد فيلق الحرس وميليشياته منها کما إحلال داعش مع الحرس و الميليشيات في سوريا أو العراق استغلالا من ظروف التحالف الدولي يشکل أکبر خطر يهدد المنطقه اليوم بالذات .
هذه الاعترافات التي هي نماذج من آلاف المواقف المشابهة من جانب قادة النظام، تعبر عن حقيقة إنه طالما بقي الحرس الثوري و الميليشهات التابعة للنظام الايراني في سوريا، فإن الازمة السورية ستستمر. قطع يد نظام الملالي و إخراج الحرس الثوري و الميليشيات التابعة لهم من سوريا، بمثابة أول خطوة ضرورية من أجل السلام و الامن في سوريا. اليوم يعتبر، إحلال الحرس الثوري  أو الميليشيات مکان داعش في سوريا أو العراق بالاستفادة من الاوضاع التي توفره التحالف الدولي، بمثابة أکبر خطر يهدد المنطقة.
هذه الاعترافات تعتبر وثائق “جرائم ضد الإنسانية “ لنظام يعتمد حتی في داخل إيران من أجل بقائه علی ارتکاب جرائم ضدالإنسانية وجرائم الابادة أيضا والتي أصبحت حاليا مطروحة علی طاولة المجتمع الدولي . ارتکاب الجرائم من قبل هذا النظام في خارج و داخل إيران، يعتبر وجهان لعملة واحدة تجسد ماهية نظام معادي للإنسانية المعاصرة جمعاء فيجب إزالته من الوجود . هذا ليس فقط مطلب الشعب الإيراني لوحده فحسب و إنما تطالب به شعوب المنطقة کلها وأصحاب الضمائر الحية المحبة للإنسانية أيضا.
علی الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة التي منهمکة حاليا في إقامة اجتماعها السنوي حول انتهاک حقوق الإنسان في العالم، أن تبادر بالاضافة الی الإدانة السنوية ضد دکتاتورية إيران الدينية، أن تدرج في منهاجها السنوي، تشکيل لجنة مستقلة دولية حول جرائم هذا النظام و ارتکابه مجزرة ضد 30ألف من السجناء السياسيين في عام  1988في إيران بالذات و إدراجه في بيانه السنوي أيضا ليکون خطوة لشق الطريق من أجل فتح ملفات مغلقة لم تفتح بسبب اعتماد الغرب سياسة الاسترضاء. هذه الخطوة ضرورية لتحقيق مطلب الشعب الإيراني الرئيسي أي تغيير النظام في إيران في أقصر زمن ممکن و لينقذ الشرق الأوسط من المجازر و و عدم الاستقرار.
Abdorrahman.m@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى