أخبار إيرانمقالات

نقل ساکني اشرف خارج العراق، الدرس الذي يجب الاستفادة منه

 

 

کتابات
22/2/2017
 
بقلم: علاء کامل شبيب

 

منذ الاحتلال الامريکي للعراق في عام 2003 و إنتشار نفوذ و هيمنة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية علی العراق، فإن سکان أشرف من المعارضين الايرانيين الذين کانوا يتواجدون في العراق، قد تعرضوا لمختلف أنواع مخططات الابادة الدموية حيث قتل أکثر من 116 فردا منهم و جرح أکثر من 650 فردا آخرين بالاضافة الی حدوث 26 حالة وفاة من جراء الحصار الجائر الذي فرض عليهم لأکثر من 6 أعوام، وقد خاض السکان صراعا غير متکافئ بالمرة إلا إنهم وعلی الرغم من ذلک أظهروا مقاومة و صمودا غير عاديين بحيث نالا إعجاب و إفتخار معظم القوی الخيرة و الثورية و المحبة للسلام في العالم.
النظام الايراني الذي شن حربا هوجاء لاهوادة فيها ضد السکان، لم يکن فقط من أجل کونهم أعداءا لدودين له وانما أيضا بسبب نشاطاتهم التي أبدوها من أجل فضح و کشف مخططات النظام ضد شعب العراق و شعوب المنطقة و العالم، والذي أعطی المصداقية أکثر لمواقف السکان و جعلهم مورد ثقة من جانب شعوب و دول المنطقة، الاحداث و التطورات اللاحقة التي کانت تؤکد ماکان يحذر منه سکان أشرف، ذلک إن التطورات اللاحقة في العراق و اليمن بشکل خاص، أثبتت بأن هذا النظام کان يبيت و يضمر الکثير من الشر للمنطقة و العالم.
تصدير التطرف الديني و الارهاب، هما الوسيلتان الرئيسيتان اللتان سعی هذا النظام من خلالهما لبسط نفوذهم و هيمنتهم علی العراق و المنطقة، وإن التأثيرات و التداعيات السلبية التي ترکتهما هاتان الوسيلتان علی الاوضاع الاجتماعية و الفکرية في المنطقة کانت أکثر من واضحة، وهي أکدت و أثبتت مصداقية ماکان يحذر منه سکان أشرف طوال ال14 عاما، خصوصا وبعد إستفحال نفوذ هذا النظام في العراق و ما أدی ذلک الی توسعة هذا النفوذ و مده الی مناطق أخری.
النظام الايراني الذي کان يسعی الی کم أفواه سکان أشرف عن طريق إبادتهم و القضاء عليهم بمختلف الطرق حتی تبقی مخططاته المشبوهة و الخبيثة طي الکتمان، لکن السکان و طوال مقاومتهم و مواجهتهم الاستثنائية الشجاعة ضد حملات و هجمات و مخططات هذا النظام، فإنهم لم يألون جهدا في الاستمرار في تحذيراتهم لدول المنطقة من خطورة هذا النظام و ضرورة التصدي لمخططاته العدوانية و عدم السماح له بإستغلال مختلف الظروف و الاوضاع الداخلية لبلدان المنطقة من أجل تحقيق أهدافه و مآربه المشؤومة.
اليوم. وبعد أن حققت عملية إنتقال سکان أشرف الی خارج العراق و فشل النظام في تحقيق أهدافه و غاياته بإبادتهم و القضاء عليهم والذي يعتبر إنتکاسة و هزيمة سياسية نکراء لطهران، فإن علی شعوب و دول المنطقة أن تستفيد من تجربتهم العملية وأن لايسکتوا أو يتجاهلوا عن ممارسات و مخططات هذا النظام لإنه کلما وجد مقاومة و تصدي لمخططاته فإنه يتراجع أمامه وهذا هو الدرس الاهم الذي يجب علی دول المنطقة أن تأخذ العظة منه و أن تقوم بتطبيقه دائما علی أرض الواقع.

زر الذهاب إلى الأعلى